تفرض حكومة اقليم كردستان، في شمال العراق، شروطا صارمة للحصول على ترخيص"الاقامة"في الاقليم للحد من اعداد النازحين العراقيين الذين يأتون من المناطق الاخرى هرباً من العنف. وقال المقدم هيرش خالد ازكه يي مدير دائرة الاقامة في اربيل ل"فرانس برس""كل عائلة، سواء كانت كردية او عربية او مسيحية او تركمانية تريد الاقامة في الاقليم، بحاجة الى كفيل من سكان المنطقة يشترط ان يكون موظفاً في احدى مؤسسات حكومة الاقليم". وتتضمن الشروط، التي تضعها حكومة اقليم كردستان امام النازحين، حضور كفيل من سكان الاقليم مع العائلة التي تريد الاقامة، لمنع حركة نزوح جماعي. ويبرر ازكه يي هذا الاجراء ب"الحفاظ على سلامة مواطني الاقليم ... فهذه الاجراءات هدفها منع تسلل الارهابيين". واوضح:"يجب كذلك على الموظف ان يضمن تأييد مؤسسته ... واخذ تعهد منه بأن العائلة النازحة هاربة من سوء الاوضاع الامنية الصعبة". واضاف:"يوماً بعد يوم تزداد اعداد العائلات النازحة، لذا نضطر الى تسلم المعاملات العائدة الى 20 عائلة فقط يومياً بغية تجنب الازدحام في الدائرة". وتعرضت اربيل والمدن الكردية الاخرى، مثل السليمانية ودهوك، الى عدد من عمليات التفجير ما دفع بالسلطات المحلية الى اتخاذ اجراءات امنية مشددة لمنعها. يُشار الى ان الاقليم لم يشهد اي عملية"ارهابية"منذ نحو السنة. وادت هذه الاجراءات الى توجه عائلات عربية قليلة الى الاقليم نظراً الى صعوبة العثور على كفيل للحصول على الاقامة التي يُدون فيها اسم رب العائلة وصورته والعمر والقومية واسم الزوجة ومدة الاقامة التي تجدد كل ثلاثة شهور. ويبلغ عدد العائلات العربية والكردية والكلدواشورية، التي نزحت الى اربيل، كبرى مدن اقليم كردستان، حاليا 2054 عائلة عربية وكردية ومسيحية فى المدينة وضواحيها. واكد ازكه يي"هناك اعداد مماثلة توجهت الى دهوك والسليمانية"مشيراً الى وجود"عدد كبير من الاطباء والمهندسين والاساتذة الجامعيين الذين حصلوا على تصاريح الاقامة في اربيل". وقال"جميع العائلات التي نزحت الى مناطق الاكراد لديها اقارب او معارف او اصدقاء تكفلوهم". لكن معاناة النازحين لا تتوقف عند صعوبة الحصول على اقامة انما هناك مشاكل اخرى تنتظرهم وهي البطالة والحصول على سكن مناسب. وهذه الامور اصبحت صعبة المنال في اقليم كردستان. وقال ابو عباس 45 عاما، الذي باع كل ما يملك في الزعفرانية جنوببغداد وتوجه الى اربيل حيث يسكن حالياً في منزل متواضع مع عائلته في مجمع دارتو القريب من مركز المدينة، انه استطاع الحصول على الاقامة لكن ابنته وزوجها لم يحصلا عليها بعد بسبب عدم وجود من يكفلهم. واضاف:"كفلني احد معارفي لكنه يرفض تقديم كفالة لصهري الذي لا يستطيع الخروج والبحث عن عمل وقد اقنعت احد الاشخاص بأن يكفله لكنه تراجع عن ذلك". واشار الى مشكلة البطالة وارتفاع اسعار الايجارات وقال"فتحنا صالون حلاقة نسائي في المجمع حيث تعمل زوجتي وابنتي لكن العمل قليل... اخرج للبحث عن عمل لكن هذا امر صعب خصوصاً في الايام الممطرة". ومن جهته، قال سالم جلوب 63 عاما"حصلنا على الامن والاستقرار في الاقليم لكن هناك غلاء الاسعار وغياب المساعدات من قبل الحكومة العراقية ... رأينا عمليات الطرد المتبادلة بين السنة والشيعة ... فاضطررنا النزوح". واضاف:"الاولاد يخرجون كل يوم للعمل اما بناتي فقد خسرن وظائفهن". بدورها، قالت زكية احمد علي 61 عاما، التي تأمل باستقرار الاوضاع لتعود الى منزلها في العزيزية،"كان عندي وكالة للمواد الغذائية فاضطررت الى ترك كل شيء والتوجه مع عائلتي الى اربيل بحثاً عن الامان والاستقرار". وارتفعت اسعار ايجارات السكن بشكل ملحوظ في الاقليم مع تزايد اعداد العائلات النازحة وقال فاخر هموندي صاحب مكتب عقارات ان"الايجارات حالياً لا تقل عن 400 الى 500 دولار شهرياً مع دفع ستة شهور سلفا".