تصاعدت مخاوف العائلات في كركوك شمال العراق من إصابة ابنائها بالكوليرا بعد الإعلان عن بدء الموسم الدراسي الجديد. ودعا أساتذة وتربويون في بعقوبة الحكومة والإدارة المحلية الى تأمين الحماية لهم بعد تلقيهم تهديدات بالقتل فيما اتهمت العائلات العربية النازحة الحكومة الحالية بتجاهل أوضاعهم وتهميش مأساتهم. وخلافاً للتوقعات، شهدت المدارس الابتدائية في كركوك اقبالاً منخفضاً في الموسم الدراسي الحالي بعد عزوف غالبية الاسر عن ارسال ابنائها للصفوف الدراسية. وقال رب اسرة تركمانية ان"ارسال ابنه الى المدرسة في ظل الظروف الصحية السيئة يعتبر مجازفة لا يمكن الاقدام عليها". وأضاف رشيد هادي"ان مخاوف العائلات من احتمال اصابة ابنائها بأحد الاوبئة الفتاكة احد اهم اسباب عزوفها عن ارسال ابنائها الى المدراس في العام الدراسي الجديد". وتسعى السلطات المحلية في كركوك الى الحد من انتشار الكوليرا بعد الاعلان عن وفاة شخصين على رغم الاجراءات الوقائية التي اتخذتها المؤسسات الصحية. وأكدت مديرية الصحة ان"المدينة خالية تماماً من وباء الكوليرا والأوبئة الأخرى وان المخاوف من احتمالات ارتفاع نسبة الاصابات دعايات الغرض منها اشاعة الرعب في المدينة"، وقال مسؤول مكتب الارشاد والتوعية كوران خدر ل"الحياة"، ان"اللجنة المشكلة بغرض الحد من انتشار الوباء اكدت خلو كركوك من الكوليرا ولم ترصد اي من حالات الاصابة". ودعا العائلات الى"ارسال ابنائها للمدارس بعد السيطرة على الوباء والقضاء عليه". وكانت كركوك شهدت اجراءات وقائية مشددة بعد اغلاق المطاعم ومحال العصائر ووقف الصادرات الغذائية من السليمانية واربيل وتشكيل فرق خاصة لمراقبة الخدمات العامة في المدينة. وفيما طالبت منظمات كردية بتوفير مبان بصورة عاجلة للطلبة في مخيمات اقيمت لعائلات كردية عائدة الى كركوك، ناشدت مسؤولة منظمة"نساء من اجل الديموقراطية"سرود عبدالرحمن"الادارة المحلية والمنظمات الدولية واليونيسيف التدخل من اجل مساعدة تلك العائلات النازحة في حصول ابنائها على فرصة اشراكهم في العام الدراسي الحالي". وأضافت"ان اللجنة الخاصة بتعويض العائلات ما زالت تتهاون بحجم الاضرار والمعاناة التي تقاسيها مئات الأسر العائدة الى كركوك في ظل غياب ملموس للدولة والادارة المحلية". وأشارت الى ان ما بين 30 و40 الفاً من الذين يبلغون ستة اعوام قد يحرمون من الموسم الدراسي الحالي". وتشهد المدارس العربية في المدينة المختلف عليها منذ بداية الاحتلال، من جهتها، ازمة في الكادر التعليمي بعد موافقة ذوي الاختصاصات التربوية والمعلمين على استلام التعويضات المالية المقدمة من قبل اللجنة المكلفة بالمادة 140 الخاصة بتطبيع اوضاع كركوك مقابل الرحيل عن المدينة. وطالب معاون مدير"مدرسة الاجيال العربية"في المدينة فاضل جندي"وزارة التربية بإرسال الملاكات التربوية من بغداد والمدن العراقية الأخرى بعد شمول الأساتذة السابقين بقرار التعويضات المالية المخصصة مقابل عودتهم الى مناطقهم المستقدمين منها". واضاف ل"الحياة":"لا يتوقف الامر على العائلات الوافدة بل هناك عائلات تعتبر كركوكمسقط رأسها فضلت المغادرة على البقاء بغرض الحصول على امتيازات مالية وقطع اراض سكنية بسبب تردي الاوضاع الامنية في المدينة". من جهتها، تعاني العائلات العربية النازحة الى كردستان من اهمال حكومي بسبب حرمان ابنائها من الموسم الدراسي وعدم شمولهم بقرارات استثنائية سنت لمساعدة الطلبة النازحين عن مناطقهم، فضلاً عن انعدام وجود مؤسسات تربوية في المخيمات المخصصة لاقامتها في السليمانية واربيل. وتؤكد مصادر الاممالمتحدة ان 2،2 مليون عراقي نازح مهددون بكوارث صحية وتربوية للعام الحالي. وتشير عائلة محمد سمير في مخيم لاجئين على اطراف مدينة السليمانية، إلى ان عدم وجود مدرسة في المخيم"تسبب في حرمان ابنائنا من دراستهم، وعدد الاطفال الذين سيحرمون من الموسم الدراسي يبلغ 93 طالباً وطالبة في المرحلة الابتدائية". وتواجه العائلات أيضاً ارتفاع اسعار القرطاسية والكتب الدراسة، يضاف إلى ارتفاع ملحوظ في اسعار جميع السلع والخدمات أخيراً. وتقول صبيحة محمود، أم لطالبين في المرحلة الثالثة، ان"اسعار المواد الغذائية التي صاحبها ارتفاع مماثل لاسعار القرطاسية بحجة وقف الصادرات الايرانية حملنا مصاريف مالية مضافة، وهناك عائلات لا يسمح لها دخلها اليومي ووضعها الاقتصادي بتوفير اللوازم المدرسية لابنائها بهذه الاسعار". ويعزو صاحب"قرطاسية البيرق"في حي الجمهورية في كركوك ارتفاع الاسعار الذي ادى الى موجة امتعاض بين الاهالي، الى اعتماد السوق على المنتجات المحلية بعد قرار ايران اغلاق المعابر الحدودية مع اقليم كردستان وهو المنفذ الوحيد لاستيراد القرطاسية. وفي بعقوبة ناشد معلمون في الصفوف التعليمية المختلفة الادارة المحلية والاجهزة الامنية بتوفير الحماية لهم بعد تفجير مدرستين في بلدتي"الكبة"وپ"المخيسة"التابعتين الى قضاء"العبارة"في بعقوبة. وأوضح جواد الكليدار المسؤول في مديرية تربية بعقوبة ان"14 معلماً لمراحل الابتدائية قتلوا العام الماضي على يد مسلحي القاعدة وان 44 مدرساً ثانوياً وابتدائياً كانوا ضحية التهجير الطائفي". وتؤكد مصادر استخباراتية في المدينة ان"التهديدات بالقتل التي اشاعتها التنظيمات المسلحة الموالية ل"القاعدة"تسببت في اغلاق الكثير من المدارس بعد ارتفاع موجة النزوح والتهجير وانتقال الكوادر التعليمية الى النجف والانبار".