قتل حوالى أربعين من عناصر حركة "طالبان" في معارك اندلعت مع الجيش الأفغاني والقوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن ايساف والتابعة لحلف شمال الأطلسي ناتو في منطقة لشكرجاه بولاية هلمند جنوب أمس. وأعلنت الشرطة في الولاية ان القوات الأفغانية الاجنبية المشتركة هاجمت مخابئ لمقاتلي "طالبان" في منطقتي لشكرجاه وجيريشك، مشيرة الى ان أي خسائر لم تقع في صفوف القوات الحكومية او جنود حلف الأطلسي. وشكلت لشكرجاه عاصمة هلمند مركز المعارك الأخيرة بين "طالبان" والقوات الأفغانية والأجنبية، فيما احتل مقاتلو"طالبان"مرات عدة ولفترات قصيرة منطقة جيريشك جنوب الولاية. وأعلن الجيش الأميركي اعتقال ثمانية من"طالبان"في عملية دهم استهدفت مجمعاً قرب أسد آباد عاصمة ولاية كونار شرق، و"نفذت استناداً إلى معلومات استخباراتية عن مساعدة المعتقلين متمردي"طالبان"وتنظيم"القاعدة"على دخول الولاية من منطقة باجاور القبلية المجاورة في باكستان". وأشار الجيش الأميركي إلى ان القوات المشتركة اعتقلت عنصراً آخر من"طالبان"في ولاية خوست المجاورة لكونار، اثر مصادرة ترسانة أسلحة ضمت رشاشات كلاشنيكوف وقنابل يدوية وقذائف صاروخية ومواد تستخدم في تفجير قنابل. وفي مداهمة منفصلة، أوقف"طالبانيان"آخران في ولاية هلمند جنوب، علماً ان الجيش الأميركي أكد ان أي رصاصة لم تطلق، ولم تقع إصابات في العمليات الثلاث. على صعيد آخر، أفادت صحيفة"كوريرا ديل سييرا"الإيطالية أن الحكومة"مندهشة"و"غاضبة"من انتقاد الولاياتالمتحدة لصفقة تبادل السجناء التي أبرمتها الحكومة الأفغانية مع"طالبان"من اجل إطلاق الصحافي دانييل ماستروجياكومو الاثنين الماضي، وذلك بعد 15 يوماً من خطفه في هلمند. واشتكت الولاياتالمتحدة رسمياً من الضغط الذي مارسته روما على كابول للموافقة على الإفراج عن خمسة من قادة"طالبان"، في مقابل إطلاق سراح الصحافي، مؤكدة ان الصفقة"أدهشتها". كما أصدرت الخارجية البريطانية انتقادات مماثلة، معتبرة أن الاتفاق"بعث برسالة خاطئة إلى خاطفي الرهائن في المستقبل"، وكذلك وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فيرهاغن الذي قال في أعقاب زيارته لمقر"إيساف"في كابول:"حين ننشئ وضعاً يمكن فيه شراء حرية مقاتلي طالبان لدى خطفها صحافياً، فلن نرى صحافيين في أفغانستان". ودافع ماستروجياكومو أول من أمس، عن قرار الحكومة الأفغانية، وقال إن"حياة البشر يجب أن تصان مهما كانت التكلفة". وزاد:"أعتقد بأن التفاوض ممكن طالما أوضحنا أننا مختلفون عن طالبان، وأننا نعرف كيف نسامح ونحترم الحياة الإنسانية قبل كل شيء". وأعتبر ان الإفراج عن سجينين أو ثلاثة لن يحدث اختلافاً، في وقت يسيطر خمسة آلاف من"طالبان"على ثلاثة أرباع منطقة جنوبأفغانستان. مفاوضات على هدنة وفي باكستان، أعلن مسؤولون في أجهزة الأمن ان قادة في"طالبان"سعوا الى التفاوض على هدنة توقف المعارك بين الإسلاميين الاوزبكيين والمحليين الذين تدعمهم الحكومة في اقليم جنوب وزيرستان القبلي المحاذي للحدود مع أفغانستان. وأسفرت المعارك التي اندلعت منذ الاثنين عن مقتل 114 شخصاً، وتواصلت في شكل متقطع أمس، بعد هدوء قصير أفاد منه المقاتلون لدفن قتلاهم. وأوضح المسؤولون ان قادة في"طالبان"التقوا في وانا عاصمة الإقليم للتفاوض على وقف للنار، فيما أشارت الاستخبارات الباكستانية إلى ان المجموعة القبلية التي تتولى المفاوضات تضم بيت الله محسود القائد في"طالبان"الذي يعتبر مسؤولاً عن سلسلة اعتداءات أسفرت عن نحو أربعين قتيلاً في بداية العام، وايضاً الأفغاني سراج الدين حقاني، نجل جلال الدين حقاني الوزير السابق في"طالبان"والرجل القوي في شرق أفغانستان. وأشار المسؤولون الى ان المقاتلين المحليين يريدون ان يستسلم الناشطون الأجانب قبل التوصل الى وقف للنار، وكشفوا استيلاء رجال القبائل على"سجن خاص"يستخدمه الاوزبك ومخزن أسلحة يضم 188 بندقية كلاشنيكوف و175 صاروخ"ار بي جي"و1800 قنبلة يدوية وآلاف الذخائر. وبدأت المعارك الاثنين الماضي، حين أمر الملا نظير القائد المحلي في"طالبان"المتحالف مع السلطات بطرد المقاتلين الاوزبكيين المناصرين للزعيم طاهر يولداشيف من المنطقة القبلية في باكستان.واستمرت المواجهات بالأسلحة الثقيلة ثلاثة ايام. وقال سكان ان الجيش الباكستاني أطلق أول من أمس بضع قذائف على مواقع للمقاتلين الاوزبك، على رغم انه نفى التدخل في"النزاع القبلي". ولفت مسؤول في الاستخبارات إلى ان الملا نظير رفض المشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار.