كراكوفيا (بولندا) – رويترز، أ ف ب – ووري الرئيس البولندي الراحل ليخ كاجينسكي وزوجته ماريا الثرى في مدينة كراكوفيا الجنوبية، في مراسم حضرها رؤساء بعض الدول المجاورة يتقدمهم الروسي ديمتري ميدفيديف والاوكراني فيكتور يانوكوفيتش والألماني هيرست كوهلر، في حين تخلف قادة كثيرون عن الحضور بسبب توقف حركة الطيران في انحاء اوروبا بسبب الغيوم البركانية. وتأتي مراسم الدفن في العاصمة القديمة لبولندا ومسقط رأس الزوجين غداة تشييعهما في وارسو السبت، بعد مقتلهما و94 من كبار المسؤولين البولنديين في حادث تحطم طائرتهم في روسيا الأسبوع الماضي. وألغى الرئيس الأميركي باراك أوباما خطته للسفر لحضور الجنازة بسبب سحابة الغبار البركاني. وانسحب كذلك عدد من الشخصيات الاجنبية الأخرى، بما في ذلك المستشارة الالمانية أنغيلا مركل. وأتت الجنازة في كاتدرائية فافل في كراكوفيا ختاماً لأسبوع من الحداد الوطني غير المسبوق على كاجينسكي وزوجته ومرافقيهما من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الذين لقوا حتفهم في تحطم الطائرة في 10 الشهر الجاري. وتدفق المشيّعون ليل السبت لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على نعشي الرئيس وزوجته في كاتدرائية وارسو. وأطل حوالى 180 ألف شخص على النعشين في القصر الرئاسي حيث عرضا منذ الثلثاء. ونقلت طائرة عسكرية النعشين من وارسو الى كراكوفيا وحلقت على ارتفاع منخفض بسبب سحابة الغبار الدخاني التي أدت الى اغلاق المجال الجوي لبولندا ودول أوروبية أخرى كثيرة امام الرحلات التجارية. وأصر شقيق كاجينسكي التوأم ياروسلاف الذي كان رئيساً للوزراء وغيره من أفراد الأسرة على المضي قدماً في إقامة مراسم الجنازة كما كان مقرراً على رغم ان سحابة الغبار البركاني اغلقت المطارات عبر شمال اوروبا ووسطها، بما في ذلك بولندا. وتوجهت العائلة ورئيس الوزراء دونالد تاسك والرئيس الموقت برونيسلاف كوموروفسكي الى كراكوفيا بالقطار. وأعرب أوباما عن أسفه لعدم تمكنه من الذهاب إلى كراكوفيا. وقال في بيان قبل فترة وجيزة من سفره الذي كان مقرراً: «كان الرئيس كاجينسكي وطنياً وصديقاً مقرباً وحليفاً للولايات المتحدة وكذلك الذين لقوا حتفهم معه وأن الشعب الأميركي لن ينسى ابداً الحياة التي عاشوها». وبولندا التي كانت جزءاً من الكتلة السوفياتية خلال الحرب الباردة هي الآن عضو في حلف شمال الاطلسي وحليف مقرب للولايات المتحدة. كما عبرت مركل عن أسفها لعدم تمكنها من الحضور. وتوجه الرئيس الألماني ووزير الخارجية الى كراكوف بالمروحية لحضور الجنازة. وكان كاجينسكي ومرافقوه في طريقهم جواً الى غابة كاتين السبت قبل الماضي قرب سمولنسك في غرب روسيا لإحياء الذكرى السنوية السبعين لمجزرة راح ضحيتها 22 ألف رجل أمن ومثقف بولندي على أيدي الشرطة السرية السوفياتية. والتقى الرئيس الروسي في كراكوفيا رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك والرئيس بالوكالة ستانيسلاف كوموروفسكي، كما اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية البولندية. وأصر ميدفيديف على السفر جواً الى كراكوفيا للمشاركة في مراسم تشييع نظيره البولندي.