أعلن قائد شرطة ولاية هلمند جنوبأفغانستان الجنرال محمد عيسى افتخاري، مقتل خمسة شرطيين وجرح ستة آخرين اثر فتح قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة النار من طريق الخطأ على آلية "غير عسكرية" استقلوها في منطقة غيرشك المضطربة ليل الخميس - الجمعة. وأوضح افتخاري ان قوات التحالف أطلقت النار بعدما اعتقدت بأن الآلية تعود إلى"أعداء"، في وقت يزداد الغضب الرسمي والشعبي في أفغانستان من قتل القوات الأجنبية عشرات الأفغان للاشتباه بأنهم متمردون في الأشهر الأخيرة. في غضون ذلك، أعدمت حركة"طالبان"السائق الأفغاني سعيد آغا الذي رافق الصحافي الإيطالي دانييلي مستروجاكومو الذي خطف قبل 11 يوماً في ولاية هلمند جنوب. وأعلن شهاب الدين أتال، الناطق باسم قائد"طالبان"في جنوبأفغانستان الملا داد الله، إن آغا"أدين"بالتجسس وأعدم، في وقت لم يؤكد الناطق باسم"طالبان"قاري يوسف احمدي النبأ، واكتفى بإعلان ان الحركة مددت المهلة التي منحتها لإيطاليا من اجل تنفيذ طلب تحديد موعد سحب قواتها من أفغانستان، وإطلاق سراح ناطقين اثنين آخرين محتجزين. وكان إيزيو مورو مدير صحيفة"لاريبوبليكا"التي يعمل مستروجاكومو لحسابها، أعلن انه اتفق مع الحكومة الإيطالية على ان يمنح"الوقت الكافي"للتفاوض مع"طالبان". على صعيد آخر، جدد رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد خلال زيارة مفاجئة لكابول التزام بلاده بمساعدة أفغانستان. وقال هاورد في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي:"ما زلنا ملتزمين بمساعدة أفغانستان في مواجهة الإرهاب وقوات طالبان، والتعاون مع بقية الدول بهدف توفير مستوى من الاستقرار والأمن يمنح البلاد قدرة بناء مستقبل مزدهر وآمن". وأضاف:"لا ندعي أن التحدي سهل، لكن إصرارنا على الاستمرار في المساعدة ما زال قوياً، ونقدر المعركة التي تقودونها". ولمح إلى إمكان إرسال بلاده قوات إضافية إلى أفغانستان من دون تحديد عددها او الإطار الزمني للانتشار، علماً انه التقى بالقوات الأسترالية في منطقة تارين كوت بولاية أروزجان جنوب قبل توجهه إلى كابول. بدوره، شكر كارزاي أستراليا على التزامها بمساعدة بلاده، مؤكداً أن جيش بلاده ما زال أمامه طريق طويل كي يتمتع باكتفاء ذاتي. وفي اختتام زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون جنوب ووسط آسيا ريتشارد باوتشر إلى إسلام آباد، ابلغ المسؤول الأميركي الرئيس برويز مشرف ان واشنطن ستقدم مساعدة استثنائية قيمتها 750 مليون دولار على مدى خمس سنوات لتنمية مناطق القبائل المحاذية للحدود مع أفغانستان اقتصادياً. وقال باوتشر:"إنها خطة جيدة وشاملة لتأمين تنمية اجتماعية وتعليمية وفرص اخرى لسكان مناطق القبائل"، مشيراً إلى ان وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون طلبت من الكونغرس موازنة 75 مليون دولار إضافية لتعزيز الوحدات شبه العسكرية المحلية التي تضمن الأمن في المناطق الحدودية. وكانت الولاياتالمتحدة ودول غربية اخرى أبدت قلقها اخيراً من تجمع مقاتلي"طالبان"وناشطين إسلاميين آخرين في مناطق القبائل الباكستانية واستخدامها قاعدة لشن هجمات في أفغانستان، فيما لم تحقق اتفاقات السلام التي أبرمتها إسلام آباد مع زعماء هذه المناطق نجاحاً كبيراً في ردع المتمردين. وفي ولاية كونار شرق المحاذية للحدود مع أفغانستان، استهدف هجوم انتحاري دورية للجيش الأفغاني، ما أسفر عن سقوط ثلاثة جرحى بينهم جنديان. واعتبر هذا الهجوم الانتحاري السابع في أفغانستان منذ الثلثاء الماضي، وهي أخطأت أهدافها في معظم الأحيان وأدت الى مقتل عشرة مدنيين.