عشية انعقاد المؤتمر الوزاري العادي لپ"منظمة الدول المصدرة للنفط" أوبك، كاد وزراء النفط في الدول الأعضاء يجمعون على عدم وجود مبررات لخفض الإنتاج من جديد دعماً للأسعار، في وقت تراجعت أسعار النفط في الأسواق العالمية المترقبة للاجتماع. وصرح وزير الطاقة الاماراتي رئيس منظمة "أوبك" محمد الهاملي في حديث الى "الحياة" قبل توجهه الى فيينا أمس، ان التزام الدول الأعضاء خفض الانتاج بعد اجتماعي الدوحة وأبوجا"التزام قوي". وأضاف:"ان هذا الالتزام بخفض الانتاج البالغ 1.7 مليون برميل يومياً ساهم، الى جانب عوامل أخرى في تحسن أسعار النفط من 50 دولاراً للبرميل بداية السنة الى مستوياتها الحالية القريبة من 60 دولاراً للبرميل". وقال ان السوق النفطية تشهد حالياً"توازناً في العرض والطلب وفي المخزونات النفطية التجارية العالمية"، مقدراً الانتاج الحالي للمنظمة بنحو 25.8 مليون برميل يومياً وهو السقف الإنتاجي الرسمي لها. وتوقع الهاملي تراجع الطلب العالمي على النفط في الربع الثاني من السنة لأسباب موسمية بنحو 1.7 مليون برميل يومياً مقارنة بالربع الأول. وقال:"ان أي تباطؤ في الاقتصاد العالمي ستكون له تأثيرات سلبية على الطلب المتوقع على النفط وسيؤدي بالتالي الى تراجع الأسعار". وكانت"أوبك"قررت في اجتماعين سابقين في تشرين الاول أكتوبر وكانون الاول ديسمبر الماضيين خفض الامدادات بمقدار 1.7 مليون برميل في اليوم أي ما يعادل نحو ستة في المئة من انتاجها الاجمالي. وفي طهران، نقلت وكالة"رويترز"عن مندوب ايران لدى المنظمة حسين كاظمبور اردبيلي أنه لا حاجة لخفض اخر لانتاج النفط إذا التزم اعضاء"أوبك"بالخفض الذي طبق على مرحلتين. وقال:"يبدو ان التزام الاعضاء بخفض انتاج النفط الخام كان ملائماً ومقبولاً، لكن هذا لا يعني ان لا مجال للتحسين". ونقلت وكالة الانباء الكويتية كونا عن وزير النفط الكويتي الشيخ علي الجراح الصباح قوله انه لا يرى داعياً لخفض انتاج"أوبك"عندما يجتمع وزراء المنظمة في فيينا هذا الاسبوع. ونسبت اليه الوكالة قوله ان سوق النفط تشهد توازناً بين العرض والطلب وان مستويات الاسعار جيدة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب عن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا شكري غانم ان لا سبب يدعو الى خفض سقف انتاج"أوبك"لأن السوق"متوازنة حالياً". وأوضح الامين العام للمنظمة عبدالله البدري ان من المنتظر ان تبقي المنظمة على مستوى الانتاج من دون تغيير في اجتماعها وان التزام الاعضاء بالتخفيضات يحقق تحسناً. وتابع"ما زال هناك مجال للتحسين لكني سعيد جداً بمشاركة الجميع". وأشار مدير ادارة الابحاث في"أوبك"حسن قبازرد الى ان امدادات النفط الخام المتاحة كافية لتغطية حاجات السوق وتوقع ان يرتفع الطلب بواقع 1.3 مليون برميل يومياً عام 2008. وأضاف في مقابلة مع وكالة الانباء الكويتية كونا ان"السوق النفطية وصلت اليوم الى نوع من التوازن بين العرض والطلب". وارتفع سعر النفط الخام اثر تراجعه على مدى ثلاث جلسات قبل اجتماع"أوبك". وخالف سعر البنزين في الولاياتالمتحدة هذا الاتجاه وأغلق مرتفعاً قليلاً أمس. ويتوقع ان يظل محور الاهتمام قبل موسم الرحلات في الولاياتالمتحدة. وارتفع مزيج برنت الخام 0.40 دولار الى 61.14 دولار للبرميل وزاد الخام الاميركي 0.30 دولار الى 59.21 دولار للبرميل. وزاد السولار زيت الغاز 2.50 دولار الى 532 دولاراً للطن. من جهتها، أكدت وكالة الطاقة الدولية ان مخزونات النفط في الدول الصناعية ربما تكون في طريقها لتسجيل أكبر انخفاض منذ 10 سنوات بفعل تخفيضات الانتاج التي أجرتها منظمة"أوبك، بما يعني ان العالم قد يحتاج لمزيد من نفط المنظمة. وأكدت الوكالة التي تقدم مشورة لپ26 دولة صناعية"في الواقع تشير اتجاهات المخزونات والاسعار الى ان الحاجة ربما تكون أكبر لمزيد من نفط أوبك في الاشهر المقبلة". ومن العوامل التي تسهم في تقليص المخزونات انخفاض الامدادات من"أوبك"، اضافة الى موجة باردة شهدتها الولاياتالمتحدة في شباط فبراير الماضي. ورأت الوكالة"ان البيانات الاولية تشير الى ان مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفضت بأكثر من 1.26 مليون برميل يومياً في أول شهرين من العام الحالي وربما تكون في الطريق لتسجيل أكبر انخفاض في الربع الاول منذ أكثر من 10 سنوات". وأشارت الوكالة الى زيادة كبيرة في الأخطار على الامدادات من جراء اتجاه لتأميم الموارد اجتاح فنزويلا وبوليفيا وروسيا. ورأت ان زيادة سيطرة الدولة على موارد الطاقة والإغراء بتحقيق مزيد من الايرادات يهددان بتقليص الاستثمارات. وأضافت ان"حاجات الانفاق لاغراض سياسية واجتماعية في الغالب تتزايد الى حد يعرض للخطر الاستثمار في عمليات التنقيب والتطوير النفطية، ما سيؤدي بدوره الى تقليل صادرات النفط والغاز". وأبقت الوكالة على توقعاتها للطلب على النفط هذا العام من دون تغيير عند 86 مليون برميل يومياً بزيادة 1.8 في المئة عن العام الماضي. وقدرت ان امدادات النفط من دول"أوبك"العشر الملتزمة بنظام حصص الانتاج انخفضت الى 26.76 مليون برميل يومياً في شباط أي بمقدار 365 الف برميل يومياً عنه في كانون الثاني يناير. من جهة أخرى، قال نائب وزير الصناعة والطاقة الروسي اندريه ديمينتيف ان روسيا تستطيع تأمين 6 أو 6.5 في المئة من سوق النفط في آسيا بعد تشغيل أنبوب"سيبيريا الشرقية - المحيط الهادئ".