شهد اليومان الاخيران ارفع اتصالات سورية - اميركية منذ زيارة نائب وزير الخارجية السابق ريتشارد ارميتاج في كانون الثاني يناير 2005، قبل قرار الرئيس جورج بوش سحب سفيرته في دمشق مارغريت سكوبي بعد يومين على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. جرى الاتصال الثاني يوم امس، عبر لقاء نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مع ايلين سوربري مساعدة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لشؤون اللاجئين والسكان، بينما حصل الاتصال الاول عبر"دردشة"استمرت بضع دقائق بين الوفد الاميركي الى مؤتمر بغداد الذي ضم السفير زلماي خليل زاد ومستشار الوزيرة لشؤون العراق ديفيد ساترفيلد واعضاء الوفد السوري برئاسة معاون وزير الخارجية احمد عرنوس. وبحسب المعلومات المتوفرة ل"الحياة"تتركز زيارة سوربري اساسا على موضوع اللاجئين العراقيين في سورية، اذ ان واشنطن تنوي توطين نحو سبعة آلاف عراقي في 2008، ما يفسر ان زيارتها الى دمشق تصادفت مع زيارة رئيس قسم الحماية في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين جورج اوك اوبو الى سورية، ذلك ان الجانب الاميركي يريد مساعدة سورية في اختيار العراقيين الذين سيحصلون على حق اللجوء في اميركا. وكان لافتاً ان مفوضية اللاجئين بدأت في الايام الاخيرة اجراءات جديدة تمثلت في تحديد مذهب العراقي وما اذا كان سنيا او شيعيا ودينه وما اذا كان مسيحيا او مسلما، حيث جرى تسجيل 60 الف عراقي في مكاتب المفوضية من اصل 1.2 مليون لاجئ قدموا الى الاراضي السورية. وكان السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى قال انه ابلغ الخارجية الاميركية في شباط فبراير الماضي ان دمشق"ترفض مناقشة نتائج السياسة الاميركية الفاشلة في العراق، وتفضل اجراء حوار يتناول جذور السياسات التي اوصلت الى سلسلة الكوارث التي تشكل قضية اللاجئين واحدة منها". وتابع مصطفى في رسالة الكترونية تسلم مكتب"الحياة"نسخة منها"ان الرغبة السورية في الجلوس الى طاولة تنطلق من امرين: المصلحة الذاتية ودعم مصالح الشعب العراقي"قبل ان يؤكد"ان سورية لا تبحث عن صفقة مع اميركا حول العراق". وجاءت موافقة ادارة بوش على حضور سورية وايران في مؤتمر بغداد، بعد هذه التطورات والاتصالات الديبلوماسية بين سفارتي البلدين في دمشقوواشنطن. لكن اللافت هو حصول"دردشة"بين الوفدين مقابل رفض حصول جلسة محادثات رسمية. وبحسب خليل زاد أبدى الجانب السوري"رغبة في التواصل ثنائيا او على نحو متعدد، وان هناك حسب المنظور السوري، مجال مصالح مشتركة فيما يتعلق باستقرار العراق". وزاد:"جرت المناقشات مع السوريين مرتين او ثلاثا". ولدى سؤال مصادر سورية شاركت في اجتماع مؤتمر بغداد، قالت ل"الحياة"امس ان الوفد السوري ابلغ الاميركيين ان هناك"رغبة قديمة لدى دمشق للحوار مع اميركا لأن في ذلك مصلحة للطرفين. لكن يجب ان لا يكون الحوار حول العراق فقط، بل حول جميع قضايا المنطقة لأن مسائل المنطقة مترابطة واستعادة الاراضي السورية المحتلة اولوية سورية". ولوحظ ان مداخلة عرنوس، التي حصلت"الحياة"على نسخة منها، استندت الى التصور العربي الذي توصل اليه وزراء خارجية الدول العربية في اجتماعهم الاخير في القاهرة، باستثناء ان المداخلة طالبت ب"جدولة انسحاب القوات الاجنبية بالاتفاق مع الحكومة العراقية"، الامر الذي لم يرد في"التصور العربي"في اجتماع القاهرة. ولاحظت المصادر ايضا وجود"تناغم ما"بين مداخلات السفير خليل زاد والجانب السوري، ذلك ان عرنوس اكد"ان الحل يجب ان يكون سياسيا وليس امنيا او عسكريا ... وان طريق الحل يقع في المقام الاول على الحكومة العراقية والقيادات السياسية العراقية". وعلى عكس ما اعلن في ختام المؤتمر، قالت المصادر ان المجتمعين لم يتوصلوا الى تشكيل لجان بقضايا الطاقة والامن واللاجئين، مشيرة الى ان الجانبين الاميركي والعراقي ارادا تشكيل اللجان الثلاث لتعد اوراقها الى اجتماع الوزراء المقبل. لكن الجانب السوري قال ان"هذا من صلاحية الوزراء وليس الخبراء".