في أوضح تعبير عن معارضة المعتدلين في طهران سياسة التشدد مع الغرب، دعا الرئيس السابق محمد خاتمي أمس، إلى التفاوض مع واشنطن وتجنيب إيران كلفة باهظة للأزمة الناجمة عن برنامجها النووي. في الوقت ذاته، سربت روسيا عبر مصادرها، تحذيرات من إساءة إيران "استغلال العلاقات" بين البلدين، وشددت المصادر على"رفض موسكو امتلاك طهران قنبلة نووية أو قدرة على تطويرها". ترافق ذلك مع إعلان رسمي روسي عن التأخر في استكمال بناء مفاعل بوشهر، وفي تسليم الوقود النووي لتشغيله، ما يشكل ضربة للمشروع النووي الإيراني. وفي نيويورك، برز توافق بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا على فرض حظر على تصدير ايران السلاح، مع التلويح بزيادة العقوبات عليها في حال انتهاكه. في غضون ذلك، ظهرت سيما أحمدي زوجة نائب وزير الدفاع الإيراني السابق المختفي علي رضا أصغري، وابنته إلهام، لتدحضا"مزاعم"عن فراره إلى الخارج، بعد فقدان أثره في اسطنبول. وطلبتا في زيارة إلى السفارة التركية في طهران توضيحات من أنقرة عن ملابسات اختفائه، واتهمتا إسرائيل والولاياتالمتحدة بخطفه. راجع ص 10 خاتمي وفي لقاء مع جمعية الصحافيين الإيرانيين، رأى خاتمي الذي يعتبر رمزاً للإصلاحيين في بلاده أن التفاوض مع الولاياتالمتحدة"لم يعد من المحرمات، بعد عقد المؤتمر الدولي حول أمن العراق"، ما"يمهد لتسوية المشاكل بكلفة اقل، مع الأخذ في الاعتبار مصالح البلد". في الوقت ذاته، نقلت صحيفة"صنعت وتوسعه"الصناعة والتنمية الإيرانية عن خاتمي قوله:"اعتقد بأن علينا أن ندفع ثمناً ما لضمان حقوقنا مستقبلاً، وان ندفعه بشجاعة لإجراء مفاوضات، وإلا نتجه إلى أزمة". وأضاف:"علينا أن نحاول منع صدور قرار جديد"لمجلس الأمن. لكنه لم يوضح"الثمن"الذي تحدث عنه، علماً أن كلامه أثار تكهنات عن تأييده إيجاد صيغة لتخصيب اليورانيوم مقبولة دولياً. وعلى رغم أن خاتمي لم يذكر خلفه محمود احمدي نجاد بالاسم، فإن تصريحاته اعتبرت بمثابة تحذير للأخير الذي يتعرض لانتقادات في البرلمان والصحافة لسياساته المتسمة بالتحدي. روسيا في موسكو، أعلنت ايرينا يسيبوفا الناطقة باسم شركة"اتومسترويكسبرت"المكلفة بناء مفاعل بوشهر الإيراني، أن بدء العمل في المفاعل النووي والمقرر في أيلول سبتمبر المقبل، سيتأخر شهرين. وقالت إن"نقص التمويل الإيراني للمشروع يعني تأخيراً في الجدول الزمني، ولا يمكن افتتاح المفاعل في أيلول، بالتالي لن نستطيع تسليم الوقود النووي لتشغيله وفقاً للجدول الزمني القديم". وتزامن تصريحها مع وصول وفد من الشركة إلى طهران للبحث في تأخرها في تسديد أقساط متعلقة ببناء المفاعل. ولوحظ أن وكالات الأنباء الرئيسية الثلاث في روسيا نقلت عن"مصادر مطلعة"في موسكو، أن إيران"تسيء استغلال"موقف روسيا من البرنامج النووي. وأبدت تلك المصادر"أسفاً"لأن الإيرانيين"يسيئون استغلال علاقاتنا البناءة"بهم. وأضافت:"ليس مقبولاً لنا أن تمتلك إيران قنبلة نووية أو القدرة على صنعها". حظر تصدير السلاح وفي نيويورك، بحثت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائداً المانيا في حظر تصدير ايران للأسلحة فرضاً بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، ما يمنع طهران إلزاماً من تصدير السلاح ويعرضها لمراقبة وعقوبات إضافية في حال قيامها بخروقات وانتهاكات. وواصل سفراء هذه الدول أمس التفاوض على مشروع قرار بتشديد العقوبات المفروضة على ايران بسبب رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم، وسط تشدد في مواقف روسيا والصين ازاء بعض البنود. وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات ان الدول الست تبحث في اربع نقاط رئيسية هي: تضييق ناحية حظر السفر التي سبق وفرضها قرار مجلس الأمن على ايران في كانون الأول ديسمبر، وإضافة اسماء جديدة على القائمة التي ضمت اسماء مسؤولين ايرانيين وشركات ايرانية تسيطر عليها طهران والحرس الثوري لاخضاعهم لعقوبات تشمل تجميد الأرصدة، وفرض الحظر الاجباري على تصدير ايران للأسلحة ودعوة الدول لضبط النفس والتدقيق قبل بيع اسلحة جديدة لطهران. وتلقى اعضاء مجلس الامن رغبة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بمخاطبة المجلس بواقعية عملية وإقرار انه في حال اظهاره جدية في هذا الطلب، لن يتمكن المجلس من منعه من مخاطبته لأن ايران دولة عضو في الاممالمتحدة وقوانين المنظمة الدولية تسمح لرئيسها بمخاطبة المجلس اذا طلب ذلك رسميا. وفي طرابلس رويترز، أعلنت وكالة الجماهيرية للأنباء الليبية أمس ان الولاياتالمتحدة ستساعد ليبيا في تطوير برنامج سلمي للطاقة النووية بموجب اتفاق سيوقع قريباً. وأضافت أن الاتفاق سيتضمن بناء مفاعل للطاقة النووية والمساعدة في تطوير قدرات ليبيا في تحلية المياه واقامة مشاريع بحثية وتقنية مشتركة وتدريب الفنيين الليبيين في الولاياتالمتحدة. وذكرت الوكالة:"أذنت اللجنة الشعبية العامة رئاسة الوزراء الأحد للجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي وزارة الخارجية بتوقيع الاتفاق المتعلق بالتعاون الأميركي - الليبي في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية".