سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الحكومة الاسرائيلية رفض كل مطالبه والمعلقون اعتبروا ان الاجتماع هدف الى "صون العلاقات بينهما" . الرئيس الفلسطيني تعهد لأولمرت العمل على اطلاق شاليت قبل تشكيل الحكومة
أجمعت تعليقات وسائل الإعلام العبرية على ان لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت الرئيس محمود عباس أبو مازن في القدسالمحتلة مساء أول من أمس، كان مجرد لقاء "لصون العلاقات بين الرجلين" تلبية لرغبة واشنطن التي"مارست عليهما ضغوطاً لعقد الاجتماع لتهدئة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بعض الشيء وللحيلولة دون ان يسبب لها مشاكل هي في غنى عنها في العراق"، كما كتب المعلق في الشؤون العربية في صحيفة"هآرتس"داني روبنشتاين، مضيفاً ان واشنطن تريد من مثل هذه اللقاءات استمالة العالم العربي المسلم السني إلى جانبها، فتحرص على عدم اشتعال الجبهة الفلسطينية - الاسرائيلية. وزاد ان كلا من عباس واولمرت كان بحاجة إلى مثل هذا الاجتماع، رغم انه لم يحقق شيئاً، حيال وضعهما الداخلي الصعب،"فعباس من دون لقاءات سياسية مع زعماء العالم، وهي لقاءات غير متاحة لقادة حركة حماس، سيصبح غير ذي صلة، كذلك اولمرت الغارق في التحقيق في الفساد والانتقاد لادائه حتى أصبح كيس ملاكمة يتلقى اللكمات من كل جهة، يجد نفسه مضطرا لإبداء بعض الحراك السياسي". وأكدت الصحف العبرية انه رغم الأجواء الطيبة التي خيمت على اللقاء وتعهد اولمرت عقد اجتماعات مماثلة في المستقبل"بشكل ثابت لمتابعة القضايا المتعلقة بالأمن ومحاربة الإرهاب وتحسين ظروف حياة الفلسطينيين"، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية رفض المطالب التي تقدم بها الرئيس الفلسطيني: إطلاق الوزراء والنواب من"حماس"الذين اعتقلتهم إسرائيل الصيف الماضي كأوراق مساومة في مقابل الجندي، والإفراج الفوري عن أسرى فلسطينيين لدفع عملية تبادل أسرى مع"حماس"، والإفراج عن العوائد الضريبية المحتجزة، واستئناف عمل اللجان المشتركة". في المقابل، وعد عباس بالعمل على إطلاق الجندي المخطوف في قطاع غزة غلعاد شاليت قبل تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، وهو إعلان اهتمت به وسائل الإعلام العبرية الني نقلت عن اولمرت قوله لضيفه إنه يثق به وبتعهده إطلاق الجندي، وانه معني بمواصلة العمل معه. لكن أوساطا قريبة من رئيس الحكومة الإسرائيلية شككت في قدرة عباس"على تزويد البضاعة". وقالت إن"من لا يستطيع وقف إطلاق القسام على إسرائيل ووقف تهريب السلاح من مصر إلى سيناء، لن يكون قادرا على الإفراج عن الجندي". وفي تلخيصه ما دار في القمة، كتب المعلق السياسي في"معاريف"بن كسبيت ان الاجتماع الذي تم من دون توقعات كبيرة جرى في أجواء جيدة، وان المواقف جاءت متقاربة أكثر مما كانت عليه في الاجتماعات السابقة. وأضاف متهكماً ان قدرة الرئيس الفلسطيني على الإفراج عن شاليت قبل تشكيل الحكومة الفلسطينية توازي قدرة رئيس الحكومة الإسرائيلية على الإفراج عن جوناثان بولارد الجاسوس الأميركي - اليهودي المسجون في الولاياتالمتحدة قبل نشر تقرير"لجنة فينوغراد". وأشار المعلق إلى ان عباس وافق اولمرت الرأي في جميع المسائل الجوهرية، من شروط الرباعية الدولية، إلى الإفراج عن شاليت، إلى وقف قذائف القسام وتهريب السلاح، و"بكلمات أبسط، فإن اولمرت وعباس في ائتلاف واحد، لكن المشكلة تكمن في أن هذا الائتلاف ليس ذا شأن الآن"حيال الوضع الداخلي لكل من الرجلين.