عشية الاجتماع المقرر اليوم الأحد في القدس بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت، أكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في لقائه مع الرئيس الفلسطيني في عمان امس ضرورة البناء على الجهود العربية والدولية التي بذلت خلال الأسابيع الأخيرة لتحريك عملية السلام، وصولاً الى ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية باعتبارها اساس النزاع في المنطقة. وفيما منح عباس رئيس الوزراء المكلف تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية مهلة اسبوعين آخرين للانتهاء من تشكيلها، نسبت الاذاعة الاسرائيلية الى احد قياديي حركة"حماس"تصريحاً لافتاً لجهة توقيته يربط فيه بين تشكيل هذه الحكومة واطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت. وبدا امس ان التوتر مستمر بين حركتي"فتح"و"حماس"في الضفة الغربية حيث اطلق مسلحون من"فتح"النار على موكب وزير شؤون الاسرى وصفي قبها الذي لم يصب بأذى. راجع ص5 ووضع الملك عبدالله الثاني الرئيس عباس في صورة نتائج المحادثات التي اجراها مع الرئيس الاميركي جورج بوش وأعضاء الإدارة الأميركية خلال زيارته الأخيرة للولايات المتّحدة، والتي شدد خلالها على أولوية ومحورية القضية الفلسطينية وضرورة حلها استنادا الى مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية. وشدد العاهل الاردني على ضرورة بلورة تصوّر واضح للأهداف والنتائج التي يراد التوصّل إليها عبر سلسلة المفاوضات المقبلة، مشيراً الى ضرورة وضع هذا التصوّر قبل الزيارة المقبلة لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى المنطقة وانعقاد القمّة العربية قبل نهاية الشهر الجاري. من جهته أطلع الرئيس الفلسطيني العاهل الاردني على مستجدّات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وجهود السلطة الوطنية الفلسطينية من اجل توفير الأرضية السياسية اللازمة لإطلاق المفاوضات مع اسرائيل. وأشاد عباس بالخطاب الذي ألقاه العاهل الاردني الاربعاء الماضي أمام الكونغرس الأميركي مثمناً جهوده المستمرّة والمخلصة تجاه الشعب الفلسطيني وقضيّته العادلة. وقال عباس:"لقد بحثنا أيضا اتصالات الملك عبدالله الثاني مع الإدارة الأميركية واللقاء الذي سيجري غدا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت والمساعي التي نقوم بها لتشكيل حكومة وحدة وطنية"، مضيفا:"سنبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في قضايا عدة من بينها القضايا اليومية والقضايا الراهنة التي سبق أن عالجناها، ولكن لم نتمكن من إيجاد الحلول لها"و"سنتحدث مع أولمرت في قضايا المرحلة النهائية". شاليت وحكومة الوحدة الى ذلك، استمدت أوساط إسرائيلية التفاؤل من تصريحات نسبت أمس إلى رئيس كتلة"حماس"البرلمانية خليل الحية ربط فيها بين تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت. وكان الحية قال في تصريح صحافي لوكالة"معاً"الإخبارية الفلسطينية، على هامش مشاركته في مهرجان خطابي لحركة"حماس"في القطاع مساء أول من أمس، إن ملف الجندي الإسرائيلي الأسير"في طريقه إلى النهاية وانه يسير بالتوازي مع ملف تشكيل الحكومة الجديدة". وأضاف:"نرغب في إنهاء هذا الملف مع إعلان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ويوم تنضج الصفقة سيتم الإعلان عنها". وأقر الحية ان عرض التلفزيون الإسرائيلي الفيلم عن قتل عشرات الجنود المصريين في سيناء عام 1967 عكّر صفو الصفقة"لكنها ما زالت قائمة". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن الناطق باسم الذراع العسكرية لحركة"حماس""أبو عبيدة"تأكيده الأقوال المنسوبة للحية، لكنه أضاف ان عدم إتمام الصفقة لن يحول دون تشكيل حكومة الوحدة. وأكد أن"حماس"معنية بإنهاء الأزمة المتعلقة بالجندي الإسرائيلي، مضيفاً ان الوسطاء المصريين طلبوا تحريك الاتصالات في هذا الملف في الأيام المقبلة.