يعود القيادي السابق في "الجماعة الإسلامية المقاتلة" نعمان بن عثمان إلى ليبيا اليوم، بعد منفى دام نحو 18 سنة قضاها خصوصاً بين أفغانستان وبريطانيا. وترتبط زيارته التي تتم بترتيب مع السلطات الليبية، بالاتصالات الجارية مع قادة"المقاتلة"المعتقلين بهدف إقناعهم بوقف العنف في البلاد. وأبلغ بن عثمان"الحياة"، قبل أسابيع، أنه على اتصال مع أطراف في الحكم الليبي، لا سيما في أجهزة الأمن و"مؤسسة القذافي للتنمية"التي يرأسها سيف الإسلام القذافي. وقال إنه أيضاً"على اتصال"مع قادة"المقاتلة"المسجونين داخل ليبيا، من دون أن يوضح طريقة اتصاله بهم، مؤكداً في الوقت نفسه أن هؤلاء يُجرون فعلاً اتصالات مع الحكم الليبي ويريدون أن يُشركوا فيها قادة جماعتهم في الخارج، وتحديداً في أفغانستان. وبعد أيام من كلامه هذا في كانون الثاني يناير الماضي، صدر بيان باسم"الجماعة المقاتلة"نفى أن تكون"في طريقها للمصالحة والتسوية ومراجعة أفكارها وتخليها عن الجهاد المسلح". ولم يكن واضحاً هل صدر هذا البيان باتفاق مع قادة"المقاتلة"في أفغانستان وعلى رأسهم"أبو يحيى الليبي"و"أبو الليث القاسمي". ويشارك هؤلاء في المعارك ضد الأميركيين ويُعتقد أنهم على اتصال وثيق بتنظيم"القاعدة". ولم تُحدد"المقاتلة"علناً بعد موقفها من إعلان"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"تحولها إلى"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، لكن يُعتقد أن قيادة"القاعدة"على الحدود الأفغانية - الباكستانية تُريد أن تنضم كل"التنظيمات الجهادية"في المغرب العربي إلى"قاعدة الجماعة السلفية". وسيعني ذلك، في حال حصوله، انضمام"الجماعة المقاتلة المغربية"و"الجماعة المقاتلة الليبية"ليس واضحاً هل هناك تنظيم"جهادي"تونسي إلى التنظيم الجديد الذي يقوده الجزائريون. ومعروف أن بعض المغاربة وعشرات التونسيين يقاتلون فعلاً إلى جانب"القاعدة"في الجزائر أو يتدربون في قواعدها. وقادت"الجماعة المقاتلة"حرباً ضد الحكم الليبي في منتصف تسعينات القرن الماضي، لكن أجهزة الأمن وجّهت اليها ضربات شديدة وفككت معظم خلاياها داخل البلاد. وبعد بدء"الحرب الأميركية ضد الإرهاب"في نهاية 2001، تعرضت"المقاتلة"لنكسة شديدة عندما اعتُقل أبرز قادتها وسُلّموا إلى ليبيا. وأجرت السلطات الليبية اتصالات مع القادة المسجونين بهدف اقناعهم بالتخلي عن سلوك العمل المسلح ومراجعة أفكارهم، وأفرجت عن بعضهم كما خففت إجراءات السجن ضد بعضهم الآخر. لكن لا يبدو أن الطرفين توصلا إلى أي اتفاق حتى الآن.