لم يشكّل إعلان الرجل الثاني في "القاعدة" الدكتور أيمن الظواهري والقيادي في "الجماعة الإسلامية المقاتلة" الليبية"أبو الليث"انضمام الجماعة الليبية رسمياً إلى"القاعدة"مفاجأة لكثيرين، كون قادة"المقاتلة"الموجودين في أفغانستان ينشطون منذ العام الماضي على أقل تقدير بوصفهم جزءاً من تنظيم أسامة بن لادن. لكن انضمامهم رسمياً الآن إلى"القاعدة"يؤشر على ما يبدو إلى نية هذا التنظيم تصعيد عملياته في المغرب العربي بعدما كسب بن لادن"عضواً إضافياً"إلى"فرعه"المغاربي الذي يقوده الجزائريون باسم"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي". ولوحظ أن الشريط الذي وزعته أمس شبكة"السحاب"، الذراع الإعلامية ل"القاعدة"، للدكتور الظواهري والقيادي الليبي تضمن مؤشرات قوية الى نية التنظيم تصعيد المواجهات في دول المغرب العربي، على غرار ما تحاول"القاعدة"القيام به في الجزائر منذ شهور، خصوصاً من خلال شن"عمليات انتحارية". إذ تناول شريط الظواهري - أبو الليث قادة الدول المغاربية بالإسم مهدداً إياهم وداعياً شعوبهم إلى قلب أنظمة حكمهم، ورافضاً أي محاولة للمصالحة معهم، وأي محاولة ل"التراجع"عن مبادئ الجماعات المسلحة. وكان واضحاً أن رفض الرجلين الحوار مع الأنظمة المغاربية يُعتبر رداً مباشراً على كلام تردد عن حوار جرى بين قادة"المقاتلة"المسجونين في بلدهم وبين السلطات الليبية، ورفضهما"المراجعات"يُعتبر بدوره تنبيهاً لقادة"المقاتلة"المسجونين من سلك منهج"الجماعة الإسلامية"المصرية التي راجع قادتها المسجونون مبادئ تنظيمهم وتخلّوا عن كثير منها. واتصلت"الحياة"أمس بالقيادي السابق في"المقاتلة"نعمان بن عثمان وسألته عن معلوماته السابقة عن الاتصالات بين الحكم الليبي وقادة"المقاتلة"وعلى رأسهم أميرها عبدالله الصادق ومسؤولها الشرعي"أبو المنذر الساعدي"، وعن إمكان مراجعة"المقاتلة"مبادئها، فأكد مجدداً بأنه يعرف بهذه الاتصالات مباشرة من قادة"المقاتلة"الذين سمحت له السلطات الليبية بمقابلتهم في مقر احتجازهم في طرابلس قبل شهور. وأضاف أنه سمع من"أبي المنذر"مباشرة انه لا يمانع في حوار مع الحكم الليبي، وأن ثمة فتاوى أصدرتها"المقاتلة"في السابق"تحتاج إلى مراجعة". لكنه قال ان الاتصالات لا تعني أن الطرفين وصلا إلى اتفاق، على رغم افراج الحكم الليبي عن العديد من ناشطي"المقاتلة". وقال الظواهري في التسجيل الصوتي ضمن شريط وثائقي بعنوان"وحدة الصفوف":"اليوم بفضل الله ونعمته تشهد الأمة المسلمة خطوة مباركة طيبة. ها هي كوكبة ... من أفاضل الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا يعلنون انضمامهم لجماعة قاعدة الجهاد". أما"أبو الليث"فقال في تسجيل صوتي أيضاً رافقته مقاطع مصوّرة له سبق أن تم بثّها:"إننا نعلن انضمامنا إلى تنظيم قاعدة الجهاد لنكون بإذن الله وعونه جنوداً أوفياء"لأسامة بن لادن. وامتدح"أبو الليث"بالإسم عبدالله الصادق و"أبو المنذر"، لكنه رفض أي تراجع عن مبادئ"المقاتلة"بهدف مصالحة حكم العقيد معمر القذافي. و"المقاتلة"التي أسسها"أفغان ليبيون"في مطلع التسعينات وخاضت حرباً دامية ضد حكم العقيد القذافي بين 1995 و1996، هي التنظيم المغاربي الثاني، بعد"الجماعة السلفية للدعوة والقتال"الجزائرية، تنضم إلى"القاعدة". ولوحظ أن الظواهري دعا مجدداً في الشريط الصوتي إلى استهداف المصالح الغربية في شمال افريقيا و"الجهاد ضد الولاياتالمتحدة وفرنسا واسبانيا". ودعا الظواهري في شريط آخر في الصيف الماضي مواطني المغرب العربي إلى دعم"القاعدة"في"تخليص"منطقتهم من الفرنسيين والإسبان. من جهة أخرى، دعا الظواهري أنصار حركة"فتح"الفلسطينية الى التمرد على الرئيس محمود عباس الذي اتهمه بتحويلها الى"فرع"لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي. آي. أيه. وقال:"أناشد كل من بقلبه بقية حياة وعزة من اعضاء فتح وكتائب الأقصى ان يتصدوا لقيادتهم التي حوّلت منظمتهم لفرع ل"سي. آي. أيه"وقسم من الموساد"جهاز الاستخبارات الاسرائيلي.