ارتفعت حرارة الاتصالات الخارجية في شأن الأزمة اللبنانية بعد جمود الاتصالات الداخلية لإيجاد مخرج من المأزق الذي يعيشه الأفرقاء اللبنانيون، وفي ظل وجود ثلاثة أقطاب رئيسيين من أفرقاء الأزمة خارج لبنان هم رئيس المجلس النيابي نبيه بري في روما، زعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري في بروكسيل حيث التقى رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، ورئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط الذي يواصل لقاءاته في واشنطن حيث اجتمع أمس مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. راجع ص7 و8 والتقى المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط مايكل وليامس، الوزير المستقيل من الحكومة ممثل"حزب الله"محمد فنيش، في اطار لقاءاته في بيروت لاستطلاع ما نفّذ من قرار مجلس الأمن الرقم 1701 حول الجنوب تمهيداً لوضع الأمانة العامة تقريرها عن المرحلة التي قطعها تنفيذ القرار. وأثنى وليامس على التزام"حزب الله"القرار 1701، وقال أنه أثار"القلق الاسرائيلي من تقارير حول تهريب أسلحة من سورية". أما فنيش فلفت الى ان القرار 1701 لا ينص على نزع سلاح الحزب. وفي بروكسيل أكد سولانا في مؤتمر صحافي مع الحريري اثر لقائهما ان"بعض الدول يتدخل في شؤون لبنان ليس فقط من خلال قوى سياسية داخلية..."وأمل في ان يكون التدخل الخارجي ايجابياً لحل المشكلة وليس سلبياً للحؤول دون التوصل الى حل للأزمة. وقال ان العديد من وزراء خارجية أوروبا زاروا دمشق لتوجيه رسالة الى السوريين بأن عليهم ان يكونوا بنائين، وقال ردا على سؤال حول مساعدة الاتحاد الاوروبي في تغيير موقف سورية:"اعتقد ان علينا الاستمرار في التحدث اليها وممارسة المزيد من الضغط عليها". وأوضح سولانا ان جميع اعضاء مجلس الأمن مستعدون لبذل كل الجهود لإنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري مهما كانت الوسائل"واذا لم نضطر الى اللجوء الى الفصل السابع لإقرارها فستقرّ من دونه". لكنه لفت الى أنه اذا كانت هناك عقبات أمام مشروع المحكمة فسيكون من الضروي اللجوء الى شرعة الأممالمتحدة. وشدد على ان"الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون يشاركنا الرأي بضرورة انشاء المحكمة ولا أستطيع ان أقول أكثر مما قاله لنا حين التقيته في حضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزيرة الخارجية الاميركية في اجتماع رباعي بناء وايجابي تناول هذه المسألة". واذ أكد سولانا دعم الاتحاد الأوروبي الكامل للنائب الحريري وما يمثله، دعا الى تجنب كل ما يمكنه ان يعيق عمل القوات الدولية يونيفيل مع وجود آخرين"يتصرّفون في شكل غير منسجم مع قرار مجلس الأمن". أما الحريري فقال رداً على سؤال حول ما نقل عن الرئيس بري من أنه لا جلسة لمجلس النواب في الدورة العادية للبرلمان في ظل وجود حكومة غير شرعية:"هل رأيتم لماذا لا نريد اعطاءهم المعارضة الثلث المعطّل؟". وشدد الحريري على ان السير بالمحكمة الدولية لم يكن قراراً سياسياً بل لتحقيق العدالة. واذ أمل بإقرار المحكمة عبر المؤسسات الدستورية والبرلمان في لبنان"واذا لم يتم الأمر في لبنان آمل بألاّ نضطر الى اللجوء الى الفصل السابع". وانتقد الحريري رفض الجانب السوري اقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان مشيراً الى ان"هناك نظاماً يحاول ان يخل بأمن لبنان ولن نسمح بذلك"... وعن الجهود الإيرانية - السعودية لحل الأزمة اللبنانية قال الحريري:"ايران والمملكة العربية السعودية حريصتان جداً على المنطقة ولديهما فكرة جيدة عن الحل وأن شاء الله في الايام المقبلة تتبلور المشاورات الجارية بين البلدين في حلول ايجابية للوضع اللبناني الداخلي". وهاجم حملة التخوين السورية في حق قوى 14 آذار"والادعاء بأن الرئيس فؤاد السنيورة وأنا نتبع لقوى مدعومة من الخارج". واتهم النظام السوري بأنه يمنع حلفاءه من التصويت على المحكمة الدولية وبأنه يحاول الاخلال بالأمن في لبنان. وفي واشنطن دعا جنبلاط الى اعطاء الجهود السعودية فرصة ل"رؤية ما اذا كانت ايران تستطيع تغيير سلوك النظام السوري". وقال ان هناك"تردداً"داخل الحكومة في الدعوة الى فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي"لاعتبارات تتعلق بضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية". واستبعد جنبلاط الحرب الأهلية.