سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المسعى المصري مع دمشق لم يلق تجاوباً ... والرئيس الفرنسي يدعم بقوة "بيروت - 1" . الحريري أثار مع شيراك "جهود سورية لتعميق الانقسام اللبناني والضغط على الحكومة"
أطلق عدد من قادة الأكثرية وقوى 14 آذار تحركاً خارجياً مكثفاً من اجل معالجة الملف الاقتصادي الاجتماعي وتأمين ظروف عقد مؤتمر بيروت - 1 لمساعدة لبنان من جانب الدول المانحة، فيما يتجه السجال السياسي والطائفي الداخلي الناجم عن عدم توجيه الدعوة الى رئيس الجمهورية اميل لحود الى القمة الفرنكوفونية في رومانيا في ايلول سبتمبر المقبل، الى الانحسار بعد إجماع الأطراف المسيحيين المنضوين في تحالف 14 آذار على رفض اعتبار تجاهل لحود موجهاً ضد المسيحيين. وفي وقت أفادت التقارير الواردة من القاهرة ان القمة المصرية - السورية التي عُقدت اول من امس في العاصمة المصرية لم تخرج بنتائج عملية في ما يتعلق بملف العلاقات اللبنانية - السورية وأنها انتهت إلى تباعد في وجهات النظر بين القيادتين المصرية والسورية حول تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني، استقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك زعيم"كتلة المستقبل"النيابية النائب سعد الحريري امس في العاصمة الفرنسية. راجع ص 6 و7 وقالت مصادر رسمية في بيروت ان رد الفعل السوري على سعي القاهرة الى تشجيع دمشق على خطوات تساعد على تطبيق العلاقات مع لبنان جاء في التصريحات العلنية لوزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي اعتبر ان الوقت غير مناسب لفتح سفارتين بين البلدين وأن هذه التصريحات عكست استمرار الجانب السوري في رفض القيام بأي خطوة تجاه لبنان وفي اشتراط وقف قادة لبنانيين حملاتهم على النظام السوري. وفي باريس، علمت"الحياة"من مصدر مطّلع على محادثات الحريري مع شيراك أن الأول أعرب عن"إرادة قوية في إطلاق مشاريع اقتصادية في لبنان تؤمن فرص عمل تساعده في التصدي لما تقوم به سورية في لبنان حيث تسعى عبر حلفائها الى تعميق الانقسام السياسي في البلد وداخل الطوائف وتساهم في الضغط الاقتصادي على الحكومة اللبنانية كي تشلّها". كما أكد انه ينوي التحرك على الصعيد الاقتصادي بعزم كما كان والده الشهيد رفيق الحريري يفعل. وقال المصدر ان شيراك أبدى استعداداً تاماً للمساعدة في عقد مؤتمر بيروت -1 من اجل المساهمة في المعالجات الاقتصادية المطلوبة. وفي تصريحاته التي أعقبت لقاءه مع شيراك الذي دام ساعة ونصف الساعة نقل الحريري عن الرئيس الفرنسي دعمه استقلال لبنانوبيروت-1 والحوار بين اللبنانيين. وأكد الحريري للصحافيين على أهمية تهدئة الأمور في لبنان منبهاً من احتقان خطير جداً،"وعلينا إقامة حوار صريح وأن نكون صادقين في مؤتمر الحوار الوطني وخارجه". وعن إمكان عقد بيروت - 1 بوجود لحود قال:"عقدنا باريس-2 بوجوده ويمكننا عقد بيروت -1 بوجود هذا الرئيس أو رئيس آخر". لكنه شدد على ان"أحداً لن يساعدنا في حل أمورنا إلا أنفسنا". وقال رداً على سؤال:"إننا في مؤتمر الحوار فصلنا العلاقة اللبنانية - السورية عن التحقيق الدولي ومن الواضح ان سورية لم تقم بالأمر نفسه"... وعلمت"الحياة"في العاصمة الفرنسية ان زيارة الحريري والتحرك الخارجي الذي يقوم به، إضافة الى زيارة رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط لبروكسل اول من امس تأتي في سياق توجه لدى قوى 14 آذار والأكثرية للتركيز على معالجة الملف الاقتصادي - الاجتماعي وتمكين الحكومة من مواجهة الضغوط عليها لشعور هؤلاء أن تصعيد الخلافات السياسية في لبنان هدفه الوصول الى مرحلة يصعب فيها التوافق على المعالجات الاقتصادية، بحيث يصبح الوضع الاقتصادي عاملاً ضاغطاً على الحكومة والأكثرية وأن هناك سعياً الى إيجاد آليات داخلية وخارجية لتحقيق تقدم في معالجة الملف الاقتصادي. وأوضحت مصادر قريبة من الأكثرية ان الدول الأوروبية وفرنسا تتفهم هذا التوجه وأن قادة الأكثرية امام تحدي القيام بخطوات تحظى بتوافق لبناني وبإنجازات تأخذ فيها المبادرة من داخل الحكومة والمؤسسات، بإطلاق مشاريع محددة، وحلول واضحة لبعض المشاكل وعدم الاكتفاء بردود الأفعال... وكان الحريري التقى جنبلاط في العاصمة الفرنسية اول من امس لتنسيق تحركهما بعد ان زار جنبلاط بروكسيل حيث التقى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية لأوروبا خافيير سولانا. وعلمت"الحياة"ان جنبلاط تناول مع سولانا موضوع بيروت-1 وطالب الاتحاد الأوروبي بدعم عقد هذا المؤتمر ومساعدة لبنان اقتصادياً وكذلك موضوع المحكمة الدولية لمحاكمة المتورطين في اغتيال الحريري. والتقى جنبلاط ايضاً رئيس الكتلة الاشتراكية الألمانية في البرلمان الأوروبي مارتن شولتز وبول راسمونسن رئيس الأحزاب الاشتراكية وآن ماري ليزان رئيسة مجلس الشيوخ البلجيكي، وفي باريس أجرى محادثات مع مسؤولين فرنسيين. وقال رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مساء امس انه"طالما الرئيس لحود موجود في قصر بعبدا فسيكون عندنا مشاكل وأزمات يومية، وهذه ليست الأزمة الوحيدة التي مررنا بها جرّاء وجوده". وأضاف:"موقع الرئاسة سيفقد يومياً من وهجه والحل الجدي والفعلي لهذه الأزمة السجال حول عدم دعوة لحود الى الفرنكوفونية وكل الأزمات هي بترك الرئيس لحود قصر بعبدا وحصول انتخابات رئاسية والإتيان برئيس جديد يشارك في القمة الفرنكوفونية... لأن المؤتمر سيُعقد بعد أشهر ونستطيع التفاهم على بديل خلال هذا الوقت اذا ترك الرئيس لحود بعبدا". وأوضح انه عندما"وضعنا جهدنا في"حملة فلّ"كان الهدف ألاّ نصل الى الوقت الذي يُستهدف فيه موقع الرئاسة في الشكل الذي يحصل اليوم". وطالب حركة"امل"و"حزب الله"و"التيار الوطني الحر""وغيرهم بالتعاون لإعادة الثقل الفعلي والوهج الى الرئاسة".