تفادت المغنية لطيفة سؤالاً محرجاً عما اذا كانت تنوي أن تؤدي أغاني "سياسية" لزياد الرحباني بعد تعاونها الفني الأخير معه في ألبوم "معلومات مش أكيدة". لم تقل نعم. ولم تقل لا. قالت ان تعاونها مع زياد في الألبوم يعكس مواضيع فنية واجتماعية وانسانية، وهي معجبة بنظرته الى الفن ودوره في المجتمع. أما"السياسة"فلها شأن آخر في عيون لطيفة. درجة عالية من الذكاء أظهرتها لطيفة في الجواب عن سؤال الاغنية السياسية. فهي تعرف طبعاً أن زياد يملك وجهة نظر سياسية واضحة لأمور البلد أي لبنان، وهي كمغنية عربية لا تتطرق في أغانيها الى السياسة الداخلية لكل بلد عربي. تؤمن بحرية ان يختار المواطن العربي قضية يدافع عنها داخل وطنه، لكنها كفنانة عربية لا تتدخل في تلك القضايا بل تنظر الى القضايا الأكبر التي تهم العالم العربي ككل... وتحاول أن تقول رأياً بوضوح. فخلال حرب تموز على لبنان، أعلنت لطيفة ونشرت ذلك"الحياة" أنها تمنت لو كانت تلك الفترة في لبنان كي تُقاسم اللبنانيين والخطر والخوف. وقد سجلت أغنية"اذا الشعب يوماً أراد الحياة"تعبيراً عن هموم وطنية لبنانية لكن أيضاً تعبيراً عن هموم عربية شاملة. وكررت لطيفة مشاعرها تجاه لبنان واللبنانيين حين دعت الى المحبة بين الناس وطالبت كل دول العالم بأن تحترم إرادة شعوبنا في الاستقلال والأمان والحياة الكريمة في العالم العربي. لن تغني لطيفة أغنية سياسية لزياد الرحباني كما ظهر من كلامها، لكن تعاونها الفني معه هو بداية مشاريع مستقبلية. ومع أن ردود الافعال الايجابية كانت واسعة على الألبوم الجديد، فإن بعض ردود الافعال كانت سلبية تجاه كليب"بنص الجو"... وثمة من رأى في تقديم لطيفة فيديو كليب جديداً بعد كليب"بنص الجو"بأيام قليلة دليلاً على أن لطيفة رغبت في اقامة نوع من التوازن بين صورتها المعروفة كمغنية عربية بأغان مصرية شعبية، وصورتها المفاجئة في كليب أغنية زياد الرحباني... المثيرة للجدل!