اتسعت فجوة الخلافات بين سلطات بغداد ومنظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة التي تتخذ من العراق مركزا لأكبر معسكراتها، بحيث تتزايد الدعوات العراقية التي تطالب بترحيلها من البلاد. وقال فاضل الشويلي، مستشار وزير الامن الوطني شيروان الوائلي ان"مجاهدين خلق من المنظمات الارهابية التي لها اليد الطولى في نزف دماء ابناء الشعب العراقي"، واتهمها ب"استغلال الامتيازات التي منحها اياها الرئيس الراحل صدام حسين". واعتبر في ندوة عقدتها الوزارة تحت شعار"لتكن ارض العراق خالية من المنظمات الارهابية"، ان وجودها من"المخلفات المأسوية التي تركها النظام السابق للشعب وأثرت بشكل كبير على دول الجوار". ويقيم ما لا يقل عن اربعة آلاف ايراني بينهم اطفال ونساء في معسكر اشرف الواقع قرب منطقة العظيم 70 كلم شمال بغداد في محافظة ديالى. وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ قال قبل اسبوع ان"حكومته تخير عناصر مجاهدين خلق بين العودة الى ايران او الانتقال الى بلد آخر"، متهما اياها ب"التدخل بالشأن"العراقي. واكد ان"دستورنا لا يسمح بإيواء اي جماعة ارهابية فهذه المنظمة مصنفة كجماعة ارهابية ... هناك تحذير لهذه المنظمة ان تلتزم بالمعايير القانونية خلال وجودها في العراق". ومن جهته، قال عزيز جبر شيال استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد ان"بقاء منظمة مجاهدين خلق في العراق سيؤثر على ادراك المسؤولين الايرانيين بأن الحكومة العراقية تسعى لاقامة علاقات حسن جوار معها". واضاف ان"استمرار وجود المنظمة في العراق سيتيح لصناع القرار في ايران، وللمواطن الايراني، ان يجعلوا من العراق ساحة للصراع". وأكد انه"لا بد للمنظمة ان ترحل". واقترح شيال ان"يتم التنسيق بين حكومتي ايرانوالعراق لتضمن طهران الابقاء على حياة اعضاء المنظمة في حال توجههم الى هناك او رحيلهم الى دول اخرى". واعتبر ان السماح للمنظمة بالتحرك"ناجم عن سياسة خاطئة استخدمها النظام السابق". وبدوره، قال الباحث عبد الامير الاسدي ان"الارهاب يعتمد في عمله على محاور اساسية اخطرها اطراف تفكر واخرى تخطط"، مشيراً الى ان"هذه الاطراف اشد خطورة من القائمين بالعمل الارهابي ذاته كونهم يعملون في الخفاء ولا يمكن الوصول اليهم بسهولة". ووصف المنظمة الايرانية بانها"ارهابية ... ونحتاج ان نمارس حقنا الدولي بأن لا يحتضن بلدنا منظمة مجاهدين خلق او غيرها". وطالب وزارة الامن الوطني بتشكيل"هيئة مستقلة لمكافحة الارهاب"تعمل على وضع اسس لوقف الارهاب في العراق. من جانبه، قال رجل الدين الشيعي حسين الصدر ان"العمل على ترحيل منظمة مجاهدين خلق قرار صائب. وواجب علينا اخراجهم من ديارنا كونهم مارسوا ادوارا خبيثة". وذكر الصدر ب"مشاركة المنظمة في كبح انتفاضة"العراقيين في الجنوب عام 1991 عقب تعرض العراق لضربة عسكرية وإخراجه من الكويت. ووصف من يتحالف مع اي منظمة ارهابية بأنه"وصل حد الافلاس"السياسي والدولي.