يتمركز عناصر منظمة "مجاهدين خلق" الإيرانية المعارضة في معسكر داخل مدينة الخالص 80 كلم شمال شرقي بغداد فيما تتولى القوات الاميركية حراسة المعسكر، الأمر الذي جعل بعض أهالي الخالص يطلق عليه لقب"المحمية الاميركية"في العراق، بينما يعتبره بعض وجهاء منطقة العظيم المحاذية للخالص"خطاً أحمر اميركياً". بعض سكان الخالص أبلغ"الحياة"بوجود"انقسامات"داخل المدينة بين متعاطف مع عناصر المنظمة الايرانية، ومعظمهم من أنصار نظام صدام حسين، وبين ناقم عليها ويتهمها بأنها"منظمة إرهابية"يجب تسليم عناصرها الى إيران، ومعظمهم من السكان الشيعة في المنطقة. ووصف المسؤول الكردي في أربيل خسرو برواري عناصر"مجاهدين خلق"ب"الرهائن"لدى الأميركيين وورقة"الجوكر"التي تحتفظ بها الولاياتالمتحدة ضد إيران في الوقت المناسب. وذكر ان أكراد العراق ليسوا طرفاً مباشراً في تحديد مصير هذه المنظمة الايرانية المعارضة، مشيراً الى ان"بعض القيادات الكردية يعارض تسليم عناصر هذه المنظمة الى إيران كي لا يعدموا او يزجوا في السجون". أما إيران التي عرفت طعم الراحة على حدودها مع العراق بعد سقوط نظام صدام حسين لأنه شكل سقوطاً لجبهة قتال أشعلها مقاتلو"مجاهدين خلق"ضدها طوال العقدين الماضيين، فتريد من حلفائها العراقيين خصوصاً من قيادات الأحزاب الشيعية التسريع في حسم ملف هذه المنظمة وتسليم عناصرها الى الأجهزة الأمنية الإيرانية أو طردهم من الأراضي العراقية. محمد سعيدي، أحد قادة منظمة"مجاهدين خلق"في معسكر الخالص، قال في تصريحات مقتضبة الى"الحياة"ان"الحل المعقول الذي تنشده المنظمة هو التحول الى حزب سياسي مرخص بعد اجراء تغييرات ديموقراطية جذرية في إيران". يذكر انه خلال السنتين الماضيتين، فشل مجلس الحكم العراقي وحكومة أياد علاوي، كما أخفقت حكومة إبراهيم الجعفري الحالية في استعادة ملف منظمة"مجاهدين خلق"من قبضة الاميركيين. وعلمت"الحياة"من قيادات في"الحزب الديموقراطي الكردستاني"في اربيل ان هناك مخاوف عراقية - إيرانية من حوار اميركي مع"مجاهدين خلق"انطلق بالفعل وربما يمدّ جسور الثقة على أساس ان هذه"منظمة سياسية معارضة"لنظام إيراني تتهمه الولاياتالمتحدة بدعم الإرهاب وبالسعي لامتلاك السلاح النووي.