تسارعت الاقلام في الأيام الأولى من العام الجديد 2007 وهي تتسابق بعيداً من الموضوعية لاثبات آراء اصحابها حول أحقية إعدام صدام حسين من عدمها. فمنهم من شكك في عدالة المحاكمة وقرارها فاعتبروه شهيداً، ومنهم من أثنى عليها فاستعاد الى الاذهان جرائمه التي اقترفها وممارساته اللاانسانية. من خلال متابعتي لهذه الآراء قرأت الكثير من المقالات التي عكست هذين الرأيين. وتناقشت مع كثيرين من الذين يعرفون جرائم صدام حق المعرفة وكذلك الذين يجهلون هذه الممارسات من غير العراقيين. فلا عتب لدي على الذين يجهلون ما فعله بشعبه وبأقرب أقاربه. لكن الذي احزنني بلوغ فيلم لا يتعدى الثلاث دقائق هدفه التأثير على هذا الشعب المغلوب على أمره وجعلهم ينسون ظلماً وغدراً وتشريداً طال 35 سنة. لقد أفلح من خطط في تحقيق مأربه، ونجح في تحريض الطائفية وإشعال فتيل الاقتتال بين أبناء الشعب العراقي. لكن الذي جعل الكيل يطفح ما كتبه الدكتور صاحب الحكيم مقرر حقوق الانسان في العراق وسفير السلام العالمي وعضو لجنة حقوق الانسان لدى الأممالمتحدة الذي كنت أكنُ له محبة خاصة واحتراماً بالغاً لدراساته العلمية ومقالاته في مجال حقوق الانسان. فإن ما نشره تحت عنوان"مقتطفات سريعة للتسلسل التاريخي لبعض جرائم صدام من العوجة - الحفرة - الى المشنقة 1937 - 2006"، تسبب في خيبة أمل كبيرة لدي لأنني وجدته بعيداً من الموضوعية. فقد تناول بعض ممارسات صدام حسين وزمرته في محاولة لاثبات أحقية الحكم الصادر بحقه. ولكن من دون التطرق الى ما عاناه الشعب التركماني - باستثناء ذكر اسم شهيدة واحدة فقط - على رغم انه على حق المعرفة بتلك المعاناة وأرشيفه بمثل هذه الوثائق. ألا كان من الواجب على مثل هذه الشخصية المدافعة عن حقوق الانسان في العراق أن تكون أكثر حيادية وتعكس صورة كاملة لهذه الفترة المظلمة من تاريخ العراق، لاظهار ان جميع اطياف الشعب العراقي الدينية والقومية عانت من ممارسات صدام. أتمنى أن يكون انتقادي الأخوي للدكتور صاحب الحكيم خير وسيلة لمراجعة أرشيفه وتصحيح خطئه غير المتعمد. زياد كوبرولو - بريد الكتروني