أجمعت الصحف المصرية والخليجية أمس، على التنديد بإعدام الرئيس السابق صدام حسين في أول أيام عيد الأضحى، في حين اعتبرته الصحف الاسرائيلية زعيماً "غير مأسوف عليه" وخلصت الصحف الأوروبية الى أن الإعدام لن يحل أياً من مشكلات العراق. وتصدرت صورة صدام يقف رابط الجأش وسجانوه يلفون حبل المشنقة حول عنقه الصفحة الاولى لجميع الصحف التي أفردت صفحات لهذا الحدث. وعنونت صحيفة "الوفد" المعارضة "أميركا تستهزئ بمشاعر المسلمين: بوش يذبح صدام في عيد الأضحى". وكتب رئيس تحرير الصحيفة محمد شردي ساخراً:"يبدو أن السياسة الأميركية تعلمت من الحكومات العربية فقررت أن يتم الاعدام صباح أول أيام العيد على اعتبار أن الحكومات العربية تختار دائماً فترات الاعياد لاتخاذ القرارات المهمة لأن الشعوب تكون مشغولة بالأعياد". واعتبر في المقال الافتتاحي للصحيفة التي نشرت صوراً لصدام من الارشيف يبدو فيها أباً حنوناً وسط عائلته أن"إعدام صدام في هذا الشكل يؤكد مدى خوف أميركا والنظام العراقي الموالي لها من رئيس العراق السابق". وعنونت صحيفة"المصري اليوم"المستقلة"أميركا تقدم صدام قرباناً للحرب الأهلية في العراق". ونقلت الصحيفة التي لم تعلق مباشرة على الاعدام، عن مفتي الديار المصرية السابق الشيخ نصر فريد واصل قوله:"مات شهيداً لأنه دافع عن وطنه ضد الاحتلال". وعنونت صحيفة"روز اليوسف"الحكومية"سفالة أميركية: شنقوا صدام يوم العيد". وكتب مدير الصحيفة كرم جبر أن"صدام لا يستحق الحزن"معتبراً مع ذلك أن"الشيء المؤسف هو الاصرار على تنفيذ الحكم في هذا اليوم المبارك". وأضاف:"تم اعدامه بطريقه انسانية لم يوفرها هو لغيره من عشرات آلاف العراقيين الذين قتلهم بكل صنوف الخوف والرعب والهلع". وأعربت الصحف الخليجية عن"الاستهجان"و"الاستغراب"ازاء اعدام صدام في اول ايام عيد الاضحى اثر محاكمة اعتبرتها"مسيسة"وسط تساؤلات عما اذا كان اعدام الرئيس العراقي السابق سيساعد العراق. وتساءلت صحيفة"الوطن"السعودية:"هل إعدام صدام حسين سيعيد الأمن والاستقرار إلى العراق؟ كما هل الإعدام سيسرع من انسحاب قوات الاحتلال من أراضي الرافدين؟". واضافت"الوطن":"إلا أن ما ارتأته تلك المحكمة وما صدر عنها، وتنفيذ حكم الإعدام بالسرعة التي تم بها وخصوصاً في الأشهر الحرم وفي أول أيام عيد الأضحى المبارك، ترك لدى الأوساط السعودية والعربية والإسلامية شعوراً بالاستغراب والاستهجان". أما صحيفة"الرأي العام"الكويتية فكتبت:"نتمنى أن تطوى، بإعدام صدام حسين، صفحة الموت في العراق والمنطقة، وأن يفتح دفتر الحياة كل صفحاته لقيم العدالة والسلام والحرية". ورأت"القبس"الكويتية:"اقتصت العدالة في العراق من صدام على كل جريمة ارتكبها، فأخذنا بعضاً من حق شهدائنا الذين قضوا على يدي نظامه المجرم". وفي القدسالمحتلة، نشرت جميع الصحف الاسرائيلية في صفحاتها الأولى صور اعدام صدام حسين، معربة عن ارتياحها للتخلص مما وصفته بأنه"الطاغية الدموي". وعنونت صحيفة"يديعوت احرونوت"الواسعة الانتشار صفحتها الأولى ب"غير مأسوف عليه". وأضافت أن"صدام هو من صنف مجرمي الحرب الذين حوكموا في نورمبورغ"، في اشارة الى محاكمة اركان النظام النازي في المانيا بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية. ورأت"معاريف":"دقت ساعته والعالم ارتاح من صدام"، مضيفة:"بالنسبة الينا كان يرمز الى الشر المطلق". أما صحيفة"جيروزاليم بوست"الناطقة بالانكليزية فعنونت"نظام صدام الارهابي ينتهي أمام المشنقة"، مضيفة:"خلال عقدين من الزمن تسبب جزار بغداد لاسرائيل بمعاناة كثيرة وشكل خطراً استراتيجياً بطموحاته النووية وصواريخه وانتحارييه". وفي أوروبا، رأت صحيفة"ذي صنداي تلغراف"البريطانية اليمينية أنه"سيكون من السذاجة الاعتقاد بأن هذا الاعدام قد ينهي اعمال العنف المذهبي الذي يضرب العراق منذ قلب الائتلاف بقيادة اميركية صدام في آذار مارس 2003". وأضافت الصحيفة أن الاعدام يمكن أن"يحمل في طياته بداية الانفصال اللازم بين الموالين لحزب البعث الذي قاد العراق طول ثلاثة عقود وبين الاسلاميين المتطرفين". وتابعت أن"الاعدام حرم في شكل نهائي الموالين لحزب البعث من أي أمل في اعادة احياء حزب البعث بحد ذاته ... وفي حال قرر هؤلاء سلوك الطريق السياسي فسيكون بامكان الحكومة التركيز على حملتها على الجهاديين الاجانب والمتطرفين الدينيين". ورأت"ذي أوبزرفر"اليسارية أن رئيس الحكومة توني بلير قد يتمكن من اقناع جورج بوش بتجاوز تحفظه على اشراك سورية وايران في السعي لإنهاء العنف في العراق. أما صحيفة"باييس"الاسبانية فكتبت أن"الحكومة العراقية حاولت من دون ادنى شك الحد من تداعيات موته على الصعيد الشعبي، إلا انها في النهاية وقعت في الاغراء السهل ... لكن هذا البلد العربي ليس في وضع افضل، كما ان مستقبله ليس واعداً أكثر مع تصفية رجل تكريت". واعتبرت صحيفة"بيلد ام سونتاغ"الالمانية أن الوقت ليس ل"الابتهاج"ولا ل"الارتياح"لأن"موت صدام لا يسوي اي من المشكلات التي خلقتها الحملة العسكرية ضده".