لا خلاف اليوم على سعي ايران للحصول على السلاح النووي. ولن تحول العقوبات دون ذلك. وأمامنا فرصة عامين أو ثلاثة قبل امتلاك ايران السلاح النووي. ولن يُعدم ذلك أثراً في الشرق الأوسط، ويرجح ان تقود ايران محوراً يهدد النظام القائم منذ عقود. وإلى اليوم، واجهت اسرائيل عالماً عربياً منقسماً على الخيار العسكري. فهو افترض انها متفوقة، ولا يمكن دحرها عسكرياً. ولكن ايران قادرة على بعث روح متحفزة لا تخمدها عملية عسكرية. فقد ينشأ في ظلها تحالف في الشرق الأوسط يهدد اسرائيل. وتملك ايران ادوات تحقق هذا الغرض، الحرس الثوري وپ"حزب اللهستان"الذي لولا الحرب الأخيرة لتعاظمت قوته. ونحن نشهد، من جديد، اعادة بناء قوة"حزب الله"على شاكلة تنظيم إرهابي وسياسي يفوق الدولة اللبنانية قوة. والأداة الثالثة هي دعم الإرهاب الفلسطيني. وفي الحرب الأخيرة ردعت الصواريخ البعيدة المدى إسرائيل عن سحق"حزب الله"، وثمة نهج مشابه، اليوم، تنتهجه"حماس". ولا شك في ان عملياتنا أخّرت استتباب هذه الدولة، ولكنها لم تمنع خطواتها الأولى، وهي تتولى تقويض السلطة الفلسطينية، وتحول بينها وبين اجراء مفاوضات سلام. وكل هذا يخلف محوراً يتهدد العالم العربي المعتدل. بيد ان التغيير الأساس الذي طرأ على العالم العربي، للمرة الأولى، هو القلق العميق والحقيقي من الخطر الإيراني. فجهرت دول عربية خيارها النووي. وصدرت تحذيرات قريبة عن مصر. فإذا قدرت هذه الدول ان ايران خطر كبير يتهددها، فهي لا بد ساعية الى امتلام السلاح النووي، على رغم إلحاح أميركي بترك السلاح هذا. فماذا ينبغي على اسرائيل ان تفعله؟ هناك، أولاً، قاسم مشترك مع العالم العربي يرتب علينا توثيق علائقنا بالأردنيين والمصريين وغيرهم. وثمة ثانياً، فيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية ولبنان، فرصة لمساعدتهما، بما في ذلك إجراء عسكري يُضعف تحالف"حماس"وپ"حزب الله"مع ايران. وفيما يعود الى سورية، ثالثاً، يستخف بعضنا بقدرتها. فلماذا لم تقيد قدرتها على زعزعة الحكومة اللبنانية، ولم تلجم عن مساعدة"حماس"و"الجهاد الإسلامي". فالحاجة ماسة الى كسر الحلف القائم بين ايران وسورية. وهو حلف لا يقوم على التقاء المصالح الاستراتيجية . فعلينا صوغ جواب عسكري وسياسي، في غضون فترة سنة الى ثلاث سنوات، عن المسائل هذه، وإقناع سورية بأن حيادها خير لها. فربما ثمة ايجابيات غير اعتيادية في الوضع، مثل التعاطي مع الإرهاب، وتبلور قاسم مشترك مع العالم العربي. ونحن نحظى بتأييد الولاياتالمتحدة الأميركية، وتربطنا علاقات استراتيجية بتركيا، وبدول اخرى في الشرق. وفي المقابل، الخطر الإيراني هو الخطر الأساس الذي ينبغي ان تدور عليه سياستنا، سواء بواسطة التحالفات، او الخيارات العسكرية. عن عامس غلعاد رئيس الشعبة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية "موقع مؤتمر هرتسليا" 1/2007