ايهود أولمرت يجتمع مع جورج بوش في واشنطن. مجرم حرب مع رئيس فاشل. 20 في المئة تأييد لأولمرت في اسرائيل. 38 في المئة تأييد لبوش في الولاياتالمتحدة. في البلدين ندم الناخبون على تسليم أعناقهم لمتطرفين حمقى. إتلمّْ المتعوس على خايب الرجا، كما يقولون في مصر. ثمة أسباب كثيرة لزيارة أولمرت، وهو زعم انه مستعد لفتح صفحة جديدة مع الفلسطينيين، وإطلاق مئات الأسرى مقابل الجندي جلعاد شاليت، والسماح بدخول المساعدات، بل بدخول لواء بدر من الأردن، وشحنات سلاح من مصر لضبط الأمن في قطاع غزة، ثم ان اسرائيل قلقة من نشاط"حزب الله"، وقدرته على اعادة تسليح نفسه، وهي ترى ان حرب الصيف لم تحسم النتيجة، وقد تسعى الى جولة ثانية برعاية أميركية. وهناك أيضاً حديث متكرر عن العودة الى المفاوضات مع سورية، وكانت الاستخبارات العسكرية نصحت بمثل هذه المفاوضات، لنفوذ سورية على"حماس"وپ"حزب الله"، غير ان أولمرت يعارض مثل هذه المفاوضات، وإدارة بوش مثله، وقد نقل صحافيون اسرائيليون عن وزيرة الخارجية الأميركية الدكتورة كوندوليزا رايس قولها في اجتماع خاص معهم ان سورية"دولة خطرة". يا عزيزتي الوزيرة، سورية خطرة، ولكن من هي أخطر دولة في الشرق الأوسط والعالم؟ نحن نقول ان اسرائيل خطرة ومجرمة ونازية تقتل النساء والأطفال، وتملك ترسانة نووية تهدد بها القريب والبعيد. ثم نقول ان مشكلة كل ادارة أميركية انها ترى بعين واحدة. وبالنسبة الى ادارة بوش فالانتخابات الاميركية نفسها لم تفتح لها العين الثانية. ما سبق كله مقدمة فرأيي ان الزيارة الاسرائيلية هدفها ايران قبل سورية وپ"حماس"وپ"حزب الله"، وكل عذر آخر. أولمرت قال ان على الولاياتالمتحدة ان"تزرع الخوف"في نفس ايران. وهو كاد يهدد بضربة عسكرية لها اذا لم تفعل الولاياتالمتحدة. أزعم ان اسرائيل تريد جرّ ادارة بوش الى حرب أخرى في الشرق الأوسط لتضمن عداء جميع العرب والمسلمين لها، ولتبقى هي حليفاً وحيداً. هل ضربة عسكرية لايران لها ما يبررها؟ المبررات من نوع ما سمعنا عن العراق وأسلحة الدمار الشامل والعلاقة مع القاعدة. اسرائيل اليوم تقول ان ايران على وشك انتاج قنبلة نووية، غير ان أجهزة الاستخبارات الأميركية كافة، وهناك 16 منها، تقول ان ايران على بعد خمس سنوات من انتاج سلاح نووي. اسرائيل لم تعرف عن رجال"حزب الله"وسلاحه عبر الحدود مع لبنان، وهي تزعم الآن انها تعرف ما يجرى في ايران على بعد ألف ميل. الادارة الأميركية لم تعرف كثيراً عن نظام صدام حسين، أو عرفت وكذبت وهذا أسوأ، وليس عندها أي صدقية لتقول الآن ماذا تفعل ايران أو لا تفعل. غير انني أحاول ان أكون موضوعياً، فأقبل"التهمة"ان ايران وسورية أعادتا تسليح"حزب الله"، ثم أردّ التهمة الى مطلقيها، فالولاياتالمتحدة زوّدت اسرائيل أسلحة وذخيرة علناً، وهي تقتل المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين في الصيف. واذا عدنا الى أرقام الضحايا من المدنيين في لبنان واسرائيل نجد ان 90 في المئة من الضحايا اللبنانيين مدنيون، وأن 90 في المئة من القتلى الاسرائيليين عسكريون. أما في قطاع غزة فقد قتلت اسرائيل من القاصرين دون الخامسة عشرة سبعة أضعاف ما قتلت الفصائل الفلسطينية من القاصرين الاسرائيليين. اسرائيل أكثر إرهاباً من بقية العالم مجتمعاً، فحتى كيم جونغ - ايل، وشهرته انه مجنون، لم يقتل احداً من مواطني الجيران، أو يرسل فرق اغتيال الى أوروبا وغيرها لتنفيذ عمليات ارهابية. مع ذلك يقول توني سنو، الناطق الرئاسي الأميركي، ان إيران وپ"حزب الله""في محور مؤامرة ارهابية عالمية"، سنو قَدُمَ الى البيت الأبيض من تلفزيون فوكس، أي انه صحافي"تابلويد"من تلفزيون"تابلويد"الى ادارة"تابلويد"وسأصدقه عندما أصدق مجلات السوبرماركت الأميركية، ولعلها أصدق. ادارة بوش لم تستطع الكذب على الناخبين الأميركيين، وهي لن تخدعنا على رغم اننا ساذجون وعلى"نياتنا". والوضع خارج أي سياسة"تابلويد"هو ان اسرائيل دولة عسكرية متطرفة وتملك أسلحة نووية. وبما اننا نريد الشرق الاوسط منطقة مجردة من جميع أسلحة الدمار الشامل، فإننا نزعم ان الخطوة الأولى هي تجريد اسرائيل من أسلحة موجودة، قبل مواجهة ايران على أسلحة في بطن الغيب. ونحن حتماً لا نريد ان تملك ايران أسلحة نووية، الا ان حجتنا ضدها أضعف مع ما تملك اسرائيل. أخيراً، ايهود أولمرت يخطب اليوم في اجتماع المنظمات اليهودية لشمال أميركا. وافهم ان يؤيد يهودي من أي بلد اسرائيل، ولكن أقول ان هذه الحكومة الاسرائيلية عارٌ على كل يهودي يؤيدها. فهو اذا فعل شريك في جرائمها الأكيدة والمستمرة التي لا ينفع فيها أي انكار.