تواصل سوق الكومبيوتر العالمية نموّها باضطّراد، ويتوقّع أن تشهد مبيعاتها زيادة بنسبة 20 في المئة لتصل كمية أجهزة الكومبيوتر المباعة إلى 100 مليون وحدة، في ما يشكل خطوة صغيرة إلى الوراء مقارنة بالسنة الماضية حين ارتفعت مبيعات الكومبيوتر المحمول وحدها بنسبة 26 في المئة عالمياً. وفي نهاية كانون الأول ديسمبر المقبل، ستشكل مبيعات الكومبيوتر المحمول نحو 40 في المئة من المبيعات الإجمالية للكومبيوتر حول العالم. وفي الربع الرابع من العام الماضي، ارتفعت مبيعات الكومبيوتر بواقع 7.4 إلى 8.7 في المئة، أي ما مجموعه 65.6 إلى 67.4 مليون وحدة. وفي السنة الفائتة بكاملها، قفزت المبيعات العالمية للكومبيوتر المكتبي والمحمول وخادمات الكومبيوتر المجهزة من شركتي"إنتيل"و"أدفانسد مايكرو ديفايسز"الأميركيتين بنسبة 10 في المئة، إلى أكثر من 239 مليون وحدة. أما الإيرادات فبقيت من دون تغيير، عند 201 بليون دولار، ويتوقع أن تحافظ على ثباتها في السنة الجارية، على رغم إطلاق برنامج تشغيل"فيستا"الجديد التابع لشركة"مايكروسوفت"في الأسواق العالمية أخيراً. وكان لافتاً في نهاية السنة المنصرمة، الخطوات التي أنجزتها شركة"هيوليت باكارد"الأميركية، التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا مقراً رئيسياً لأعمالها، على حساب منافستها"ديل". إذ احتلت"هيوليت باكارد"رأس قائمة شركات إنتاج الكومبيوتر عالمياً من حيث الكميات المُباعة، بعد أن احتفظت"ديل"بهذه الصدارة منذ العام 2003 حتى يونيو حزيران السنة الفائتة. وبفضل ازدهار مبيعاته، في الربع الرابع من 2006، استطاعت"هيوليت باكارد"الهيمنة على 15 إلى 17.4 في المئة من السوق العالمية. أما مبيعات شركة"ديل"فتراجعت بنسبة 8.7 في المئة في الفترة ذاتها، ما قلّص حصتها في الأسواق من 16.4 في المئة في كانون الأول 2005، إلى 13.9 في المئة في كانون الأول 2006. وفي قائمة الشركات الخمس الأكبر عالمياً، احتلت شركة"لينوفو"الصينية المركز الثالث، ب7 في المئة من السوق، تلتها"إيسر"التايوانية ثم"توشيبا"اليابانية التي تستأثر ب 3.8 في المئة من السوق. وتتفوّق"هيوليت باكارد"على"ديل"ب 3.5 نقطة. ويفسّر المحللون أحد أسباب نمو هذا الشرخ بينهما، لجوء"هيوليت باكارد"إلى مناورة تنافسية خارج سوق الولاياتالمتحدة، حيث تبقى"ديل"رائدة. ويبدو أن الخطأ الذي ارتكبته"ديل"يكمن في ابتعادها جزئياً عن سوق المنتجات المنخفضة السعر التي تشكل كميات البيع الأكبر كي تركز على سوق الشركات، في محاولة لتحقيق هوامش ربحية أعلى. إذ من جانبها، وجهت"هيوليت باكارد"منتجاتها إلى قطاع التجزئة، مستغلة وصول طلبات شراء أجهزة الكومبيوتر إلى حدها الأقصى في فترة أعياد الميلاد الماضي مثلاً.