انتهت مشاركة "الأخضر" في "خليجي 18" بعد الخروج من الدور نصف النهائي أمام البطل منتخب الإمارات، وما زالت الاستفهامات والتساؤلات من الشارع الرياضي السعودي حائرة حول المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا، ومدى استمراريته مع "الأخضر" في الفترة المقبلة وإشرافه عليه في بطولة كأس أمم آسيا، التي ستقام في أربع دول آسيوية بعد ستة أشهر من الآن، وهو الذي لم يكن مقنعاً للكثيرين من أنصار"الأخضر"في"خليجي 18"، ولم يكن قادراً على قيادة الفريق إلى تحقيق اللقب الغالي، عطفاً على الإمكانات الكبيرة التي وفرتها له القيادة الرياضية، والمواهب الكروية التي شاركت مع"الأخضر"في الدورة الخليجية. فالمدرب باكيتا ارتكب أخطاء فادحة وهفوات واضحة كانت مثار استياء المسؤولين والمحليين والرياضيين السعوديين في"خليجي 18"، خصوصاً في مسألة التغييرات الفنية والتدخلات التدريبية أثناء النزالات الكروية، والتي أعطت دلالة أكيدة على أن باكيتا لا يجيد قراءة المباريات ولا يحسن التصرف مع واقع فريقه وما يحتاجه من تدخلات فنية تقوده إلى الانتصارات، وبالتالي المنافسة على اللقب الخليجي، وتأكد ذلك من حال عدم الرضا التي ارتسمت على محيا السعوديين الرياضيين، وفي مقدمهم الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الوفد السعودي في"خليجي 18"الأمير سلطان بن فهد، الذي انتقد المدرب أكثر من مرة عبر وسائل الإعلام وعقد معه اجتماعات سرية مغلقة، ناقشه خلالها عن أخطائه المتكررة وتغييراته الفنية الغريبة، وكان ذلك عقب كل لقاء من لقاءات الدور التمهيدي في المجموعة الثانية، التي كانت أمام فرق البحرين وقطر والعراق. لم يستفيد باكيتا من الدروس السابقة وواصل سلبيته في النزال الأهم أمام أصحاب الضيافة المنتخب الإماراتي، إذ فاجأ الجميع بتشكيلته العناصرية التي دخل بها اللقاء والتي خلت من المحور المؤثر خالد عزيز. وضمَّت اللاعب المبتعد عن أجواء المباريات منذ فترة طويلة بدر الحقباني، إضافة إلى أسلوبه التكتيكي العقيم وعجزه عن فك طلاسم التكتلات الإماراتية، وعدم استفادته من التغييرات والعناصر الأدائية التي كانت بجانبه على دكة البدلاء طوال 90 دقيقة. وقد يكون الخروج من"خليجي 18"مؤلماً وحزيناً لأنصار"الأخضر"ومحبيه، ولكن الشيء الذي ربما يخفف على الجميع وطأة الوداع المرير هو بروز وتألق الوجوه الشابة والمواهب الواعدة التي خطفت الأنظار ونالت الإعجاب وأثبتت جدارتها بالانضمام الى كتيبة"الصقور الخضر"، وأحقيتها بتمثيل منتخب بلدها في المحفل الخليجي، من خلال مستوياتها الأدائية الراقية وروحها المعنوية العالية وحماستها القوية، ومن أبرزها وأميزها المهاجم السريع مالك معاذ والظهير الطائر حسن معاذ وصانع الألعاب المبدع عبده عطيف وصخرة الدفاع أسامة هوساوي، ما كان له أثر إيجابي في تطور أداء"الأخضر"والاطمئنان بشكل اكبر على مستقبله في الاستحقاقات والمشاركات القارية والدولية المقبلة. وبعد الخروج من"خليجي 18"في الدور نصف النهائي، الذي لم يكن مرضياً بالتأكيد للجماهير السعودية التي تعودت على الألقاب والانجازات والبطولات، وليقينها بأنه كان بالإمكان أفضل مما كان، لكون فريقها من أقوى المرشحين لحصد اللقب الخليجي بفعل سمعته الكبيرة ولاعبيه المميزين، فإن الأمل والطموح في أن يكون هنالك جلسة مصارحة حقيقية ومحاسبة فورية من المسؤولين عن الحركة الرياضية مع المدرب البرازيلي باكيتا، على الأخطاء المؤثرة التي ارتكبها وأسهمت في شكل واضح في خروجه من"خليجي 18"، وأن يكون هناك تقويم كامل وشامل لمشاركة"الأخضر"في الدورة، ودرس الإيجابيات والسلبيات التي على ضوئها يتقرر مدى استمرارية المدرب مع الفريق من إلغاء عقده، نظراً إلى أن الفترة المقبلة مهمة جداً وتحتاج الى برنامج اعداد مميز ومثالي قبل دخول معترك كأس الأمم الآسيوية، وقبل ذلك الى مدرب يتابع باهتمام مباريات الدوري السعودي كافة، ويختار اللاعبين المؤهلين لخدمة"الأخضر"بغض النظر عن أسمائهم وأسماء فرقهم في السعودية.