يبدو أن مدرب "الأخضر" البرازيلي ماركوس باكيتا من فئة المدربين الذين يفتقدون فن التعامل مع واقع المباريات الكروية، وما تتطلبه من تدخلات فنية عاجلة لدعم صفوف الفريق، وإعطائه المزيد من النشاط والحيوية والفعالية، وبالتالي الوصول إلى النتيجة الايجابية التي ترضي طموحات وآمال الجماهير السعودية. يأتي ذلك، عقب التغييرات الغربية التي أجراها على تشكيل "الأخضر" خلال لقائه الافتتاحي أمام البحرين في"خليجي 18"، التي كادت تنسف حظوظ"الأخضر"باكراً في الظفر باللقب الخليجي، إذ كانت الأنظار تتجه صوب باكيتا في إحداث تغيير ايجابي يكون له مفعول السحر على أداء الكتيبة الخضراء منذ بداية الشوط الثاني، خصوصاً ان منتخب البحرين لعب ناقصاً منذ الدقيقة 33، بعد طرد مدافعه السيد عدنان، وذلك بإنزال مهاجم ثالث إلى جوار المتألق مالك معاذ والمبدع ياسر القحطاني، لزيادة الكثافة الهجومية في الهجوم السعودي والضغط في شكل اكبر على المرمى البحريني، الذي شهد تكتلات دفاعية متوقعة وغابة من السيقان التي حملت لواء الدفاع عن الشباك الحمر، ولكن باكيتا فاجأ النقاد والمحللين والرياضيين بسحبه شعلة النشاط مالك معاذ، الذي كان أفضل لاعبي"الأخضر"على الإطلاق، وإنزاله المهاجم صالح بشير، ليسبب ذلك هزة كبيرة لهجوم السعودية وراحة للدفاع البحريني، الذي تعامل أولاً بأول مع كل كرة خضراء شاردة وواردة من مبدأ تنظيف منطقته المحظورة. ولم يستفد باكيتا مرة أخرى من أخطائه الفادحة، وفاجأ الجميع بتغيير ثان أكثر غرابة، عندما زج بالمحور بدر الحقباني مكان المحور عمر الغامدي، ليرسم أكثر من علامة استفهام حول هدفه من التغيير، لا سيما ان منتخب البحرين تعرض لحالة طرد ثانية بالبطاقة الحمراء بعد استبعاد مدافعه محمد حسين في الدقيقة 64. واسهم هذان التغييران الفنيان في فوضى كبيرة على أداء"الأخضر"وانعدام فعلي لصناعة الهجمات ولخبطة في مواقع اللاعبين، ليأتي باكيتا بتغييره الثالث عندما دفع بمهاجم ثالث يوسف السالم بدلاً من المحور سعود كريري، وأدى ذلك التغيير المتأخر إلى زيادة الضغط على مرمى البحرين، الذي تأثر كثيراً من فقد أهم عنصرين في دفاعاته السيد عدنان ومحمد حسنين وظهر على لاعبيه الإجهاد، ليأتي الفرج بالهدف القاتل في الدقائق الأخيرة من الهداف ياسر القحطاني وهو هدف لحفظ ماء الوجه أمام المتابعين وهدف الإنقاذ الذي أعطى الفرصة مجدداً لباكيتا من اجل مواصلة مشواره مع"الأخضر"في"خليجي 18"، بعدما كان التعادل سيفتح باباً واسعاً لمنتقديه في المطالبة برأسه قبل أن يخسر"الأخضر"رهان المنافسة على اللقب الخليجي. ولم يكن السعوديون في رضا تام عن أداء منتخب بلادهم، على رغم فوزهم والنقاط الثلاث، وأكد ذلك الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد، الذي هنأ اللاعبين بعد اللقاء، وأوضح أن المستوى الفني لم يكن على ما يرام وانه سيجلس مع باكيتا وسيناقشه في الأخطاء الغريبة التي ارتكبها أثناء النزال الكروي والتغييرات الفنية، التي كادت تؤثر في منظومة"الاخضر"سلباً وليس إيجاباً، وقد يكون توقيت ذلك مناسباً جداً لكون باكيتا اثبت أكثر من مرة على ارض الواقع انه بحاجة إلى مثل هذه الاجتماعات السرية التي عالجت في أوقات ماضية مشكلة التشكيل الأساسي واختيار القائمة العناصرية قبل أن تنتقل العدوى مجدداً إلى التغييرات الفنية ومشكلتها الحالية بعد لقاء البحرين الافتتاحي في"خليجي 18".