مع تصاعد الأوضاع العسكرية في أفغانستان وزيادة الحديث عن عمليات ستشنها حركة "طالبان" في الربيع المقبل ضد القوات الأميركية والحلف الأطلسي، صعّدت الإدارة الأميركية لهجتها تجاه باكستان ملوّحة بما هو أسوأ. وزار نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني إسلام آباد ثم أفغانستان في شكل مفاجئ أمس، لكن الناطقة باسم الخارجية الباكستانية تسنيم أسلم قالت ل"الحياة"إن الزيارة كانت مقررة منذ فترة ولم يعلن عنها لأسباب أمنية. وأشارت أسلم إلى أن تشيني بحث مع الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف الحرب على الإرهاب والوضع في أفغانستان، إضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين، معتبرة ما نشرته صحيفة"نيويورك تايمز"من تلويح بقطع المساعدات الأميركية عن باكستان أو خفضها، تقارير خيالية لا تمثل موقفاً رسمياً للإدارة الأميركية. ونقل عن مشرف قوله لتشيني إن طالبان تنشط في أفغانستان وليس في باكستان. وأضاف أن الولاياتالمتحدة والحلفاء والجيش الافغاني عليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم على الجانب الآخر من الحدود. ونقلت صحيفة"نيويورك تايمز"عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن الإدارة قررت إيفاد تشيني إلى إسلام آباد لإبلاغها رسالة حاسمة، تطالب مشرف الوفاء بتعهداته للرئيس جورج بوش. وأشارت الصحيفة إلى ان نائب مدير الاستخبارات المركزية سي آي إي ستيف كابيس يرافق تشيني في ما يبدو لإطلاع مشرف على معلومات استخباراتية لدى واشنطن عن إعادة"القاعدة"بناء معسكرات لها في مناطق القبائل الباكستانية. وقال مسؤول كبير في الادارة الاميركية اشترط عدم الكشف عن هويته"إن علاقتنا بباكستان ليست من النوع الذي يسمح لنا بإصدار الامر باتخاذ إجراء، لكننا نستطيع أن نشجع بقوة". وبعد ذلك، زار تشيني أفغانستان لإجراء محادثات مع الرئيس حميد كارزاي حول كيفية مواجهة"عمليات الربيع". بيكيت وتزامنت زيارة تشيني باكستان مع زيارة وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت إسلام آباد حيث التقت بدورها الرئيس مشرف. وتركزت محادثات بيكيت على المطالبة بتطبيق إجراءات أكثر صرامة لمنع تسلل المتشددين عبر الحدود بين أفغانستانوباكستان حيث تتمركز القوات البريطانية، على رغم دفاع مشرف عن موقف بلاده ضد المتمردين. وقال مشرف لبيكيت:"استراتيجية باكستان في الحرب ضد الارهاب هي الاكثر نجاحاً ونحن ضحينا أكثر من أي أحد". وتحدث أيضاً عن الحاجة إلى استراتيجية شاملة وانتعاش اقتصادي واسع للتعامل مع التطرف في أفغانستان. ووصلت وزيرة الخارجية البريطانية إلى إسلام آباد مساء الاحد واجتمعت أيضاً مع رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز ونظيرها خورشيد قصوري. وبحث الجانبان العلاقات الثنائية والاوضاع في المنطقة، وكذلك القضايا المتعلقة باتفاقية لتسليم المتهمين جار الإعداد لتوقيعها بين لندن وإسلام آباد. ومن المقرر أن تزور بيكيت مدينة بيشاور اليوم. أمام ذلك، قالت المحللة السياسية الباكستانية ماريانا باربر ل"الحياة"إن بلادها لن تقبل أي ضغوط خارجية، وأن على الآخرين أن يجنوا حصاد سياسات خمس سنوات من العنف والقتل العشوائي في أفغانستان، مضيفة أن باكستان ليس في إمكانها بذل الجهد وحدها بلا دعم عالمي. وأشارت إلى أن ممارسة الإدارة الأميركية الضغط على باكستان لن يغير موقفها. خوست ميدانياً، افادت السلطات المحلية في مدينة خوست شرق أفغانستان ان شرطياً افغانياً قتل حين فجر انتحاري عبوة كان يحملها امام مركز للشرطة في المدينة المحاذية للحدود مع المناطق القبلية الباكستانية. وقتل الشرطي فيما كان يحاول منع الانتحاري من دخول المركز، كما قال مساعد حاكم الولاية قاسم جان موضحاً ان الانتحاري قتل ايضاً في الانفجار. ولم تتبن اي جهة الانفجار على الفور. على صعيد آخر، أعلنت الشرطة الهندية زيادة كبيرة في قيمة المكافأة التي رصدتها لمن يدلي بمعلومات عن اثنين من المشتبه في تورطهما بتفجيرات الأسبوع الماضي التي استهدفت قطار السلام مع باكستان. وأفادت صحيفة"هندو"بأن الشرطة في ولاية هاريانا الشمالية حيث وقعت الانفجارات رفعت قيمة المكافأة بواقع خمسة أضعاف إلى 500 ألف روبية 11324دولاراً نظراً إلى أن المحققين لم يحرزوا تقدماً كبيراً على ما يبدو في ملاحقة منفذي التفجيرات. وفي تطور متصل، نشرت شرطة السكك الحديد الهندية رسوماً تقريبية معدلة للمشتبه في أنهما زرعا القنابل على متن القطار.