قال العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني امس ان هناك اتفاقا عربيا واسع النطاق على أنه يتعين أن تمتثل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المزمع تشكيلها لمطالب لجنة الوساطة الرباعية الدولية المعنية بالسلام في الشرق الاوسط. وهذه التصريحات هي الاولى من زعيم عربي التي تشكك في مدى استعداد كبار المانحين العرب لتجاهل الحصار الاقتصادي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لحكومة حركة المقاومة الاسلامية"حماس"ما لم تعترف باسرائيل وتنبذ العنف وتلتزم باتفاقات السلام الموقعة كما تطالب اللجنة الرباعية. وقال الملك عبدالله الثاني في مقابلة مع قناة اسرائيل الثانية عندما سئل عن بواعث قلق اسرائيل من أن اتفاق تقاسم السلطة بين حركتي"حماس"و"فتح"لم يلب مطالب اللجنة الرباعية"لست وحدكم في ذلك". وأضاف:"هناك أرضية دولية مشتركة ليست فقط غربية بل أيضا عربية والى حد ما اسلامية ترى أنه لا بد من وجود معايير معنية يتعين على الحكومة الجديدة قبولها اذا كنا سندفع هذه العملية قدما". وتابع:"هناك الرئيس محمود عباس وهو المتفاوض معكم وهو... المستعد لأن يدفع عملية السلام الى الامام وهناك حكومة ستتشكل سيتعين عليها الامتثال لشروط الرباعية". ولم يتضمن اتفاق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية سوى وعد مبهم ب"احترام"الاتفاقات التي أبرمت بين الفلسطينيين والاسرائيليين. لكن الاتفاق لا يلزم الحكومة الجديدة بشكل واضح بنبذ العنف أو الاعتراف باسرائيل. وقال العاهل الاردني ان الهدف من حكومة الوحدة الوطنية هو وقف الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين و"الامر لا يقتصر فقط على الاطراف الدولية بل ان الدول العربية أيضا تتوقع أن تمتثل الحكومة الفلسطينية الجديدة الى السياسات التي حددتها الرباعية الدولية والرباعية العربية أيضا"في اشارة الى الاردن والسعودية ومصر والامارات. وأضاف أنه ينبغي منح عباس"التفويض لبدء المفاوضات مع اسرائيل"وأنه يتوجب على الحكومة الجديدة"أن تفي بشكل كامل بالمبادرة العربية والالتزامات الدولية". وتنص المبادرة العربية التي أطلقت في 2002 على الاعتراف الديبلوماسي باسرائيل مقابل انسحابها من الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967، وقال العاهل الاردني ان المبادرة ستطلق من جديد وقد تستقطب تأييدا أكبر من الدول الاسلامية في جميع أنحاء العالم. وأدى اتفاق تشكيل حكومة الوحدة الى اتساع هوة الخلاف داخل اللجنة الرباعية المؤلفة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة بشأن كيفية التعامل مع الحكومة الفلسطينية. وتريد واشنطن عزل الحكومة الجديدة لمواصلة الضغط على"حماس". أما روسيا وبعض الدول الاوروبية فتفضل سياسة أكثر ليونة. وقال رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل الجمعة من دون الخوض في التفاصيل ان عددا من الدول الاوروبية تعهد بارسال أموال للحكومة الجديدة. وخلال المقابلة رأى الملك عبدالله ان الوقت ينفد قبل احياء محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة وقال:"أعتقد أن الظروف في الشرق الاوسط تغيرت بشدة لدرجة أن هذه بالفعل هي فرصتنا الاخيرة". وعقدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قمة ثلاثية ضمتها وعباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت لكنها لم تتمخض في ما يبدو عن نتائج تذكر لاحياء عملية السلام. وقال العاهل الاردني:"أستطيع القول ان المحادثات بدأت ليس بالشكل الذي أعتقد أننا توقعناه لكنها خطوة على الطريق الصحيح".