قال المستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور احمد يوسف ان بالامكان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية في غضون عشرة أيام على أن يتم الاعلان عنها قبل اجتماع ستعقده اللجنة الرباعية الدولية في العاصمة الالمانية برلين في الحادي والعشرين من الشهر الجاري. واعرب يوسف عن اعتقاده بأن الولاياتالمتحدة ستواصل الضغط حتى آخر لحظة لانتزاع موافقة على شروط اللجنة الرباعية الثلاثة المتمثلة في الاعتراف بالدولة العبرية والاتفاقات معها، ونبذ العنف. وجدد يوسف الموقف الرافض للاعتراف باسرائيل وقال ان الحكومة لن تعترف بها. واضاف ان الاميركيين سيضغطون حتى آخر لحظة لكن الامور ستبدأ في الانفراج شيئاً فشيئاً عند تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وكشف يوسف في حديث ل"الحياة"ان"الاوروبيين سيغضون الطرف عن شرط الاعتراف باسرائيل". واعتبر انه في حال"كان هناك اصرار على شروط الرباعية الثلاثة وابقاء الحصار المالي والعزل السياسي، فإن هذا يعني استمرار الاحتراب الداخلي والتأزيم الذي لن يكون في أي حال من الاحوال فرصة لتحقيق السلام او ايجاد تفاهمات لحلول سياسية". وقال ان"المعلومات التي وصلتنا من شخصيات من الرباعية او بواسطة الرئيس عباس كان مفادها انهم يريدون حكومة وحدة وطنية لتكون فرصة لانقاذ ماء الوجه في ما يتعلق برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وحكومته". وكررت اللجنة الرباعية في بيان لها امس مطالبتها الحكومة الفلسطينية الجديدة الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والتزام الاتفاقات معها. وفي هذا السياق كشفت مصادر فلسطينية مطلعة ل"الحياة"ان"الولاياتالمتحدة ترفض رفع الحصار المالي والسياسي عن حكومة الوحدة الوطنية المنتظرة استنادا الى اتفاق مكة"الذي وقعه الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل الخميس الماضي. وينص كتاب التكليف الموجه من الرئيس عباس الى هنية لتشكيل حكومة الوحدة على احترام الاتفاقات مع اسرائيل في وقت تسود تهدئة معلنة مع اسرائيل منذ السادس والعشرين من تشرين الاول نوفمبر الماضي، وهو ما يمكن اعتباره تلبية لشرطين من شروط الرباعية. وقالت المصادر نفسها ان"موقفا اوروبياً ايجابياً قد يصدر في ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي سيعقد غداً الاثنين". واشارت الى ان فرنسا تعمل جاهدة لإقناع الولاياتالمتحدة وبعض الدول الاوروبية بقبول حكومة الوحدة الوطنية ورفع الحصار عنها. وكانت فرنسا سارعت على لسان وزير خارجيتها فيليب دوست بلازيه الى اعلان تأييدها اتفاق مكة وطالبت المجتمع الدولي بدعم حكومة الوحدة الوطنية.