انتقد الرئيس السوداني عمر البشير في شدة الولاياتالمتحدة واتهمها بالسعي إلى إسقاط نظام حكمه، مؤكداً انه لن يسمح لها بذلك. وقال إن عدد قتلى الحرب في دارفور لا يتجاوز تسعة آلاف شخص. وذكرت تقارير في الخرطوم أمس أن المجموعة الأولى من المشتبه بارتكابهم جرائم في دارفور التي سيعلنها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الثلثاء لن تتجاوز أربعة اشخاص. وقال الرئيس السوداني الذي كان يخاطب مؤتمراً لجمعية "أمة الإسلام" التي يرأسها الزعيم الأسود لويس فراخان فى مدينة ديترويت الأميركية، عبر الاقمار الاصطناعية، إنه قرر مخاطبة الجمهور الأميركي لتصحيح الانطباعات الخاطئة التي تسببت فيها"حملة اعلامية شوهت صورة السودان". ونفى أن يكون إقليم دارفور يشهد حملة للتطهير العرقي، قائلاً"إن الكلام عن أن العرب يقتلون السود كذب"، متهماً الغرب بتضخيم عدد القتلى. وقال:"العديد من المنظمات ووسائل الإعلام الاميركية يتحدث عن سقوط أعداد خيالية من القتلى، حيث أوصلوا العدد الى 400 الف... هذا محض هراء"، مؤكداً أن العدد الفعلي للقتلى لا يتجاوز تسعة آلاف. واتهم المجتمع الدولي بممارسة ضغوط على حكومته بغير وجه حق. وأضاف:"نحن نرحب بالمساعدة من أي جهة لحل مشاكلنا بما فيها مشكلة دارفور، ولكن ليس على حساب سيادتنا ووحدة بلادنا. فنحن لن نسمح لأحد بإطاحة الحكومة القائمة في الخرطوم". وأعرب عن أسفه لاعتذار متمردي دارفور عن اجراء محادثات مع حكومته في ليبيا على هامش القمة الرباعية التي جمعته مع الزعماء الليبي معمر القذافي والتشادي إدريس ديبي والاريتري أساياس أفورقي في طرابلس الاربعاء الماضي، بحجة عدم استعدادهم للتفاوض. واتهم دولاً أجنبية بمواصلة دعمها المتمردين في الإقليم. واتهم واشنطن بالنكوص عن وعودها برفع العقوبات عن السودان، وشطبه من لائحة الدول الراعية للارهاب بعد سلام الجنوب ودارفور، وقال إن هدف واشنطن ليس السلام في الجنوب وإنما اسقاط الحكومة في الخرطوم. وشدد على أنه لن يسمح لجهة ما أن تطعن السودان من الخلف. وأضاف:"لن نقبل أن تفرض الوصاية على شعبنا عن طريق إرسال قوات أممية إلى دارفور". وتحدث عن مخطط أميركي - بريطاني - إسرائيلي لتقسيم المنطقة، وقال ان التحالف بين لندنوواشنطن يسعى الى تكرار ما حدث بالعراق في دارفور. وتعهد البشير اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في نهاية العام المقبل، مؤكداً انها ستكون حرة ونزيهة ومراقبة دولياً. وتوقع مسؤول بارز في الوفد الذي رافق البشير إلى طرابلس، انطلاق اول جولة من المحادثات بين الحكومة ومتمردي"جبهة الخلاص الوطني"في الأسبوع الأخير من آذار مارس المقبل في أسمرا، موضحاً ان قادة المتمردين طلبوا ثلاثة اسابيع لعقد اجتماع تشاوري لتوحيد صفوفهم وتشكيل فريق للتفاوض باسمهم. الى ذلك، ذكرت تقارير في الخرطوم أن المجموعة الأولى من المشتبه بارتكابهم جرائم في دارفور والمنتظر أن يعلنها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو، الثلثاء، لن تتجاوز أربعة اشخاص لم ترد اسماؤهم في لائحة من 51 شخصاً من مسؤولي الحكومة والمتمردين أعدتها لجنة تحقيق دولية. وأفادت أن التهم التي ستوجه الى المشتبه فيهم تشمل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية لكنها تخلو من جرائم الابادة الجماعية. وفي لندن، أعلن رئيس"حركة تحرير السودان الكبرى"محجوب حسين في بيان، أمس، رفضه مضمون خطاب الرئيس البشير لمسلمي أميركا، واعتبره"تشويهاً متعمداً وتزويراً للأرقام والحقائق في دارفور". واعتبر قرار المحكمة الجنائية الدولية إعلان أسماء المتهمين بجرائم الحرب في دارفور يوم الثلثاء"خطوة حاسمة"و"انتصاراً جديداً لشعب دارفور والإنسانية جمعاء". ونفى أنباء عن طرده من تشاد. وفي شيكاغو ولاية ايلينوي الأميركية، أصدر قاض اتحادي الجمعة حكماً بعدم دستورية أحد قوانين الولاية الذي يحظر الاستثمارات التي تدعمها الولاياتالمتحدة في الشركات غير الأميركية التي تقوم بأعمال في السودان احتجاجاً على المذابح الجماعية في دارفور.