وصفت تقويمات أجهزة الأمن الإسرائيلية المختلفة احتمالات اندلاع حرب العام الحالي ب "الضئيلة"، بما في ذلك على الجبهة السورية - الإسرائيلية، لكنها حذرت من تنامي قوة حركة"حماس"ومن تعاظم قدرات "حزب الله" ومن "العزيمة السورية" ومن تسريع ايران برنامجها النووي. وبناء لذلك، تعتزم إسرائيل مطالبة واشنطن بزيادة المساعدة السنوية لأمنها من 2.4 بليون دولار الى 3.4 بليون دولار. ومن المفترض أن تستمع الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية غدا الى مجمل"التقويمات الاستخبارية السنوية"للعام 2007 التي خلصت إليها الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية وعرضتها قبل أسابيع على رئيس الحكومة ايهود اولمرت كاملة. وأشارت وسائل الإعلام العبرية الى انها المرة الأولى التي ستستمع فيها الحكومة الإسرائيلية بكامل هيئتها الى التقويمات الاستخبارية بعد أن درجت العادة على طرحها في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية لحساسيتها. لكنها أضافت ان مقدمي التقارير لن يتعرضوا الى المواد المصنفة سرية خشية تسريبها. ويشارك في تقديم التقويمات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية البريغادير عاموس يادلين، ورئيسا جهاز المخابرات الخارجية موساد مئير دغان، والداخلية شاباك يوفال ديسكين، ورئيس مركز البحوث السياسية في الخارجية نمرود بركان، ورئيس مجلس الأمن القومي ألون مزراحي، وممثل عن الشرطة. وتتناول التقويمات السيرورات المركزية المتوقعة في المنطقة العام الحالي"من خلال التمحور في المواجهة بين محور الدول المعتدلة والمحور الراديكالي وأبعادها". وسيشير معدو التقارير"بقلق"الى سباق التسلح السوري وتنامي قوة"حزب الله"ويقدم كل منهم تحليله لرسائل السلام السورية"وما اذا كانت حقيقية، في موازاة الإصرار السوري على حل عسكري في غياب حل سياسي". ولا يزال التباين بين قادة الأجهزة الأمنية في هذه المسألة على حاله، ويبدو رئيس"موساد"الأكثر تشددا في تقويمه ان الرسائل السورية تنم عن ضائقة يعيشها النظام السوري في الساحة الدولية. ويحظى هذا الموقف بدعم مطلق من اولمرت فيما يؤيد وزير الدفاع عمير بيرتس الرأي السائد لدى شعبة الاستخبارات العسكرية بأنه يجدر التعاطي مع الرسائل السورية"لفحص جديتها". لكن قادة الأجهزة متفقون على ان سورية تواصل مد"حزب الله"بالسلاح ودعمه سياسيا. كما سيعرض قادة الأجهزة تصوراتهم للمشروع النووي الايراني"واقتراب طهران من اجتياز العتبة التكنولوجية لتخصيب اليورانيوم بدرجة عالية والذي تحتاجه لانتاج السلاح النووي"، فضلا عن"تدخلها المتزايد"في الشأن اللبناني الداخلي وفي التطورات في الساحة الفلسطينية. ووفقا لتقديرات رؤساء المؤسسة العسكرية، فإن"حزب الله"سيواصل مساعيه لاستعادة بناء قدراته العسكرية، لكن هذه الجهود تتركز حاليا في المسار الاستراتيجي عبر الحصول على وسائل قتالية. وتنفي التقويمات احتمال قبول الحكومة الفلسطينية الجديدة"التي يواجه تشكيلها مصاعب جمة"، بالشروط الدولية، ما يعني ان"لا مجال للتفاؤل لجهة استئناف المفاوضات السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين". وتشير التقويمات الى اتساع رقعة الفوضى في أراضي السلطة الفلسطينية. ونقلت صحيفة"يديعوت أحرونوت"عن مصادر استخبارية غربية قولها ان مئات من عناصر"حماس"تتدرب في طهران، فيما عناصر"فتح"تتلقى التدريبات في مصر. وتابعت الصحيفة انه بناء للتقويمات الواردة، فإن إسرائيل تنوي قريباً التقدم بطلب من الولاياتالمتحدة بزيادة الموازنة الأمنية السنوية المخصصة للدولة العبرية ببليون دولار،"إزاء التغيرات الاستراتيجية في الشرق الأوسط"، وأبرزها عدم الاستقرار السياسي والعسكري في لبنان، وخطر التدهور الأمني على الحدود الشمالية لاسرائيل، واحتمال تدهور الأوضاع في أراضي السلطة الفلسطينية،"لكن خصوصاً لمواجهة المشروع النووي الايراني وتدخل طهران المتزايد في الشرق الأوسط". من جهتها، كشفت صحيفة"هآرتس"في صفحتها الأولى أمس ان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس طلبت من إسرائيل الامتناع تماما عن إجراء أي اتصال مع دمشق"ولا حتى محاولة استكشاف اقتراحاتها لاستئناف العملية السياسية". وأضافت ان رايس أعربت عن موقفها الحازم هذا في لقائها أركان الحكومة الاسرائيلية قبل شهر بحجة ان من شأن اتصالات لجس النبض مع دمشق أن تشكل مكافأة لها"وهي تواصل المس باستقلال لبنان وحكومته الشرعية، فضلا عن ضلوعها في نشاطات عسكرية ضد القوات الأميركية في العراق، كما انها تواصل مع ايران دعم حزب الله بالسلاح".