هل يعبّد الاتفاق السداسي بين اليابان والصين وروسيا والولاياتالمتحدة والكوريتين الجنوبية والشمالية الطريق الى تخلي كوريا الشمالية عن برنامجها النووي؟ ففي المفاوضات السداسية، التزم المجتمعون خطوات أولية من المفترض أن تخطوها الدول الست في غضون 60 يوماً. ومن الخطوات هذه تخلي كوريا الشمالية عن الاسلحة النووية، ومشروعات التسلح النووي، وإغلاق المفاعلات في يونغبيون، وفتح أبواب المفاعل النووي أمام المفتشين الدوليين. وفي مفاعلات يونغبيون، ينتج سنوياً كمية من البلوتونيوم تكفي لتصنيع قنبلة نووية. وإذا أغلقت هذه المنشأة، توقفت عملية انتاج البلوتونيوم. وطالبت الولاياتالمتحدةواليابانكوريا الشمالية بالتخلي عن جميع النشاطات النووية نهائياً، وخصوصاً تخصيب اليورانيوم. والحق ان الاتفاق السداسي بعيد كل البعد من مطالب هذين البلدين. ويجب ألا نغفل أن الاتفاق المبرم، أخيراً، لم يدخل حيز التنفيذ ولم توقف كوريا الشمالية نشاطاتها النووية، ولم تقبل وقف التجارب الذرية. وإذا أوقفت بيونغيانغ انتاج الاسلحة النووية، وخصوصاً الصواريخ البالستية المزودة برؤوس نووية، ولم تدمر الصواريخ ولا رؤوسها المحتملة، لم تنفك اليابان تواجه مخاطر كبيرة. فهي تقع في مرمى صواريخ"روونغ"البالستية الكورية الشمالية، والأحرى باليابانوالولاياتالمتحدة عدم ألا ترفعا هذه العقوبات قبل رجوع بيونغيانغ عن برامجها النووية وتدمير مخزونها. وما لم ترضخ كوريا الشمالية لطلب الافصاح عن مصير المواطنين اليابانيين المخطوفين وتطلق سراحهم، فلن يسع طوكيو تقديم العون الى بيونغيانغ، وإخراجها من أزمتيها الاقتصادية والاجتماعية. وفي انتظار المناقشة المتوقعة بعد 30 يوماً، بين اليابانوكوريا الشمالية، تتمسك طوكيو بموقفها هذا. عن افتتاحية "يوميوري شيمبون" اليابانية ، 14 /2/ 2007