اكتشفت أن للحلاوة الطحينية شعبية كبيرة في السعودية. جاء ذلك الاكتشاف بعد مقال "حلاوة في المجلس". رسائل عدة تبحث عن تأكيد التلوث وتطالب بمعلومات تفصيلية. الكل يفتش عن أسماء المصانع المتعدية على سلامة البشر وصحتهم. ومن ضمن هذه الرسائل، رسالة من الأخ الكريم محمد حلواني، وهو من أهل الصنعة، وشريك في مصانع"حلواني اخوان"، يقول الأخ محمد في رسالته:"عزيزي، الدخلاء على صناعة الطحينة والحلاوة الطحينية لم يعرفوا بعد قيمتها، ومنذ فترة كانت لي مقالة بپ"الاقتصادية"وتطرق أحد القراء الى سؤالي عن استخدام ثاني اكسيد التيتانيوم في صناعة الحلاوة، وإجابتي كانت أننا لا نستخدم التيتانيوم بالمرّة، فاستخدام مادة التيتانيوم جائز في صناعة بعض الأدوية وبنسب ضئيلة جداً وبمحاذير عدة، ولكن الدخلاء على صناعة الحلاوة استخدموها لتغطية عيوب صناعتهم، فاستعملوها غير مهتمين ولا عابئين بصحة المستهلك ولا مهتمين بالسموم التي بهذه المادة..."ثم يضيف:"ومن هذا المنطلق فإننا نمنع تماماً في صناعتنا ما هو ضار شرعاً وقانوناً وما يثير أي لبس من بعيد أو قريب لصحة المستهلك. وحتى لا تكون الطاسة ضائعة - على حد قولكم - نقترح - ليس لأجل الشهرة ولكن لمصلحة المستهلك - أن تنشر أسماء المصانع التي تستعمل هذه المادة". انتهى. لقد بحّت الأصوات المطالبة بالتشهير وإعلان الأسماء مع العقوبات الرادعة عند كل قضية تمس صحة الإنسان أو سلب حق من حقوقه، إلا أنها أصوات لا تجد صدى يذكر، فإذا تلكّك بعضهم بقوله إن النظام لم ينص على التشهير، يُردّ عليه بأن النظام لم ينص على عدم التشهير، ودرء المفاسد عن العموم مقدم على جلب المنافع لفئة قليلة، والأصل أن"من غشنا ليس منا"، ولا بد من أن يفرز عنا ويظهر ذلك علانية للناس أجمعين، وقضية الحلاوة نموذج لعشرات القضايا في الغذاء والدواء والعلاج، ويظهر لي أن عدم الإعلان عن أسماء المصانع والتشهير بأصحابها، وليس بالعمالة وحدها، من"أسرار الأنظمة الرقابية وتطبيقاتها"! لذلك لي الحق أن افترض اتفاقاً بين الجهات الرقابية والمخالفين ضد المستهلك، مع أنني ابدي إعجابي بعدم خرق هذا الاتفاق المعضوض عليه بالنواجذ، فإذا قيل إن ذلك غير صحيح، فمن يفسر لي عدم خروج جهة رقابية واحدة عن تلك العتمة المفروضة؟ وتساءلت في ذلك المقال: هل تصلح الحلاوة الطحينية ما أفسدته الطاسة الضائعة؟ وظهر لي أن الجواب بالنفي. كيف؟"الطاسة"ما زالت ضائعة، فقد ثبت لدي أن سحب الحلاوة كان إعلامياً، بعدما زرت سوقاً مركزية من الحجم المتوسط، فوجدت جميع الأنواع على الرفوف، حتى تاريخ كتابة المقال، لذلك فإن خبر السحب كان من"حلويات"أمانة مدينة الرياض الإعلامية! فيا أيها المستهلك"كُلْ واشْكُر". [email protected]