تظاهر أمس مئات من أنصار "المحاكم الإسلامية" في العاصمة الصومالية ضد القوات الأفريقية المزمع نشرها لحفظ السلام في البلاد، فيما توجه الرجل الثاني في صفوف الإسلاميين المطرودين شيخ شريف أحمد إلى اليمن، بعدما أطلقته الاستخبارات الكينية من أحد سجونها. وحذرت الولاياتالمتحدة من أن فلول "المحاكم" يحاولون إعادة تجميع صفوفهم في الخارج. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للحكومة الانتقالية وأحرقوا إطارات السيارات، بعد يوم من إعلان الاتحاد الأفريقي استعداد ثلاث كتائب من قوات حفظ السلام من أوغندا ونيجيريا للانتشار في الصومال قريباً، وأن أفراد الكتائب الثلاث في انتظار نقلهم جواً في أقرب وقت ممكن. وتوعد المحتجون مقاومة قوات حفظ السلام. وقال أحدهم ويدعى سيد حسين:"لن نسمح بقدوم قوات أجنبية إلى بلادنا. وسنظهر للعالم أننا ضد هذه القوات". وأضاف آخر:"طالما بقيت حياً، سأقاتل أي قوات أجنبية تأتي إلى بلادي". وسارت التظاهرة في شمال مقديشو، حيث يتمتع الإسلاميون بشعبية جارفة. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها:"لا نريد قوات أجنبية"، و"تسقط إثيوبيا"التي ساعدت حلفاءها في الحكومة الانتقالية الضعيفة في القضاء على الإسلاميين الشهر الماضي. وطالبوا بعودة"المحاكم"التي تمكنت من إعادة بعض الأمن المفقود إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها، على رغم حكمها المتشدد. إلى ذلك، حذرت مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية جينداي فريزر من أن قادة"المحاكم"يحاولون تجميع صفوفهم في دول مجاورة. ورأت في حديث إلى صحيفة"فايننشال تايمز"البريطانية أمس إنه يجب الانتظار لفترة من الزمن قبل معرفة من نجوا من الغزو الاثيوبي ومن الضربات الجوية الاميركية. وقالت:"سنحتاج إلى بعض الوقت قبل أن تتبدد سحب الحرب ويتضح الوضع ونرى من ما زال ناشطا وكيف يتحرك". وأشارت إلى أنها"قلقة جداً"لأن العناصر الذين دحروا"يحاولون تجميع صفوفهم في الخارج". وشددت على ضرورة العمل"على مستوى المنطقة في محاولة لمنع حدوث ذلك". واعتبرت أن اريتريا تشكل"مصدراً لزعزعة الاستقرار في المنطقة". وقالت إن هذا البلد"سيرى بالتأكيد حدود تحركاته لزعزعة استقرار القرن الأفريقي". وفي سياق مواز، أفرجت الاستخبارات الكينية عن الرجل الثاني في"المحاكم"شيخ شريف أحمد الذي ينظر إليه كثيرون على أنه طرف مهم في عملية المصالحة في صومال ما بعد الحرب. وذكر موقع إخباري يبث من بريطانيا أن القيادي الإسلامي في طريقه إلى اليمن. ونقل الموقع عن شريف قوله:"هذا صحيح. أنا في طريقي إلى اليمن". وأكد أنه في حال جيدة لكنه رفض الإفصاح عن خططه المستقبلية. وأضاف:"أنا في خير حال، لكن ليست هناك أسئلة يمكنني الإجابة عليها في الوقت الحالي". وكان معظم الزعماء الإسلاميين لجأوا إلى اليمن منذ هزيمة حركتهم عشية العام الجديد في هجوم لقوات الحكومة الصومالية بمساندة الجيش الاثيوبي. وكان شيخ شريف المعتقد على نطاق واسع أنه معتدل مقارنة بغيره من زعماء"المحاكم"واحدا من زعيمين رئيسيين للحركة التي استولت على مقديشو في حزيران يونيو الماضي وحكمت رقعة كبيرة من جنوبالصومال حتى نهاية العام الماضي. واستسلم شيخ شريف للسلطات الكينية على الحدود مع الصومال قبل نحو 10 أيام. ومنذ ذلك، الوقت اجتمع مع السفير الاميركي لدى كينيا مايكل راننبرغر. وتعتبر واشنطن أن شيخ شريف له دور محتمل في أي مصالحة ممكنة بين الحكومة والاسلاميين. على صعيد آخر، أكد المفوض الأوروبي للمساعدات لوي ميشال أن الحصول على توافق إقليمي هو السبيل الوحيد لضمان سلام دائم في الصومال. وقال للصحافيين في اريتريا التي زارها أمس إن"الفكرة هي فتح حوار سياسي مع دول المنطقة كافة حول المشاكل المشتركة التي تحتاج إلى حلول مشتركة". والتقى المسؤول الأوروبي والرئيس الاريتري أسياس أفورقي المتهم نظامه بدعم"المحاكم"بالعتاد والأفراد خلال صراعها مع الحكومة الانتقالية وخصومه الإثيوبيين. لكن أسمرا تنفي هذه التهمة. وقال ميشال إنه اتفق وأفورقي"على أن حواراً شاملاً بين الأطراف كافة هو مفتاح السلام الدائم في الصومال".