وضع الكاميروني صامويل ايتو لاعب برشلونة الإسباني اللغط الكبير الذي حصل إثر عودته من الإصابة في الركبة، وما"ضُخّم"من أخبار حول خلافه مع زميله البرازيلي رونالدينيو جانباً. ولم يُعر اهتماماً حتى لردود الفعل المتعلقة بالمصالحة والعناق والاعتذار، مشدداً على أن العلاقة مع"روني"ممتازة دائماً. في الأيام الأخيرة بدا ايتو 26 سنة منشرحاً بعد تعافيه، لأنه على حد تعبيره"وجدت نفسي من جديد، لقد عشت فترة قاسية تغيّر خلالها نمط حياتي اليومية، وشعرت أنني غير نافع وثقيل الحركة". بعد أربعة شهور من"المعاناة"حقق ايتو حلم العودة، وأعلن ان أمامه 15 مباراة في الدوري الإسباني لكرة القدم لكسب التحدي، والمهم الإرادة والتصميم"وهما موجودان والحمد لله"... تعثر ايتو في مسيرته هذا الموسم وأصيب، وكان في جعبته 4 أهداف فقط، ما يجعل مهمة الاحتفاظ بلقب الهداف صعبة. وكان سجل 26 هدفاً في الموسم الماضي إلا ان المقارنة لا تجوز حالياً، غير أن ما أشار إليه حول الإرادة والتصميم يتبعه بمثل حي"جسّده الفرنسي جبريل سيسي العائد من إصابة قوية، وقد سجل أخيراً هدفاً رائعاً في مرمى باريس سان جيرمان، أكد فيه انه من طينه الكبار، وهذا يؤكد ما أشرت إليه سابقاً". بصراحة متناهية يلفت ايتو الى أنه خلال فترة نقاهته تأثر لغيابه عن مباريات حاسمة،"ولا أنكر ان الغيرة تملكتني حين شاهدتُ زملائي يصولون ويجولون على المستطيل الأخضر". لكنه في الوقت عينه لمس منزلته عند الآخرين، ومنهم رئيس الكاميرون بول بيا ووزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، وكلاهما اتصل للاطمئنان والمؤازرة. ويعتبر ايتو ان الإيطالي فابيو كانافارو استحق الكرة الذهبية في الموسم الماضي،"علماً أنني كنت أفضّل أن يحصل لاعب آرسنال الفرنسي تييري هنري على الجائزة". كما يتحدث عن"فصول العنصرية"التي عانى منها في إسبانيا ويكشف انه كاد يغادر الملعب في إحدى المباريات أمام ساراغوسا سرقسطة بعدما نُعت بألفاظ قاسية، لكنه استطاع في النهاية التحكّم بأعصابه وعمل بنصيحة المدرب الهولندي فرانك رييكارد، الذي يصفه ب"الفيلسوف". والذي لطالما ردد أمامه:"أن افضل طريقة للتغلب على هؤلاء الرعاع وإسكاتهم هو تسجيلك أهدافاً". ومن خلال تجربته الشخصية المريرة، يفهم ايتو جيداً ما عانه زين الدين زيدان حين"نطح"المشاكس ماركو ماتيزاتزي في المباراة النهائية بين فرنسا وإيطاليا في المونديال الأخير... وكرة القدم في نظر ايتو عامل توحيد"وعلينا التصفيق للأفضل، أذكر يوم خسر منتخب الكاميرون أمام انكلترا 2- 3 ظلماً بعد التمديد في ربع نهائي مونديال 1990، قام اللاعبون بدورة شرف في الملعب، وصفّق الجميع لهم لأنهم أدركوا أن اللعبة فازت أولاً وأخيراً". ويأمل ايتو خيراً من تسلّم النجم الفرنسي السابق ميشال بلاتيني مقدرات الاتحاد الأوروبي"فهو يعرف المشاكل جيداً ويمكنه تقديم الحلول الناجعة". يتفق ايتو جداً مع نهج رييكارد في إعداد الفريق وقيادته خلال المباريات، كما يبدي إعجابه بعدد من زملائه وفي مقدمهم الفرنسي ليليان تورام"أنا استمتع في الإصغاء إليه والاستماع الى آرائه، وأتمنى ان ينخرط في المجال السياسي بعد اعتزاله". من جهة أخرى، يحث ايتو زملاءه على عدم التفكير في ما مضى والمباريات السابقة لأن"تشكيلتنا الأقوى وعلينا اللعب دائماً من دون تعقيد، فكرة القدم عيد يجب الاستفادة منه الى أقصى حد". ويتحمّس لخوض حصص تدريبية على شكل مباريات اذ تنعكس ايجاباً على أفراد الفريق. ويضيف:"بهذه الطريقة يمكن التخلّص من رواسب كثيرة وجعل الأداء طليقاً متحرراً"، مشيراً الى أن"رييكارد منحنا ثقته حين أوكل الينا مسؤوليات حساسة وعلينا ألا نتخاذل". ويشدد ايتو على حاجة برشلونة الى رونالدينيو"مهاجماً فقط"في ردّ غير مباشر على منتقدي النجم البرازيلي لأنه لا يبذل مجهوداً في الخطوط الخلفية،"فهناك كثر لتنفيذ المهام الأخرى، كما أنني مطالب بتسجيل الأهداف والتحرّك المناسب لجعل المباراة أسهل على زملائي". ويؤكد مجدداً تفاهمه الميداني مع"روني""ونحن لا نتنافس بل ننسق جهودنا، فأنا أعرف جيداً متى يتقدم للتسديد أو يبني الهجمة ومتى عليّ التمرير اليه أو التغطية والمناورة...". أما الفرنسي هنري فهو"لاعب خطّ سطوراً من الإنجازات بقلم من ذهب، وأرسين فينغر من أفضل المدربين وأكنّ له التقدير والاحترام". ويرى ايتو أن هناك أندية تطبع مسيرة لاعب وحياته،"وهذه حالي مع برشلونة، وأنا فخور بذلك". ويتمنى أن يضم النادي الكاتالوني هنري"تيتي"،"فساعتئذ سأقدّم أفضل ما لدي، انه حلم عسى لو يتحقق". في المقابل، يرد عن الاستفسارات المتعلقة بعروض تلقاها من أندية فرنسية بينها ليون حامل اللقب والمتصدر، بالقول انها لم تبلغ مرحلة"جدية"، لكن"من يعلم ماذا يخبئ القدر؟".