بعد يوم على استقبالها المسؤولة الأميركية، انريتا فور، استقبلت دبي وزيرة الخارجية اليونانية تيودورا باكويانيس يرافقها وفد كبير، في وقت يتدفق عشرات المسؤولين والوفود التجارية والسياسية من جميع أنحاء العالم إلى الإمارات ومنطقة الخليج عموماً، ترويجاً لمشاريعها التنموية واستقطاباً للاستثمارات. وأكدت الوزيرة اليونانية في كلمة أمام"المنتدى الأول للأعمال بين الإمارات واليونان"الذي عقد في دبي أمس وأعقبه مؤتمر صحافي للوزيرة، سعي اليونان إلى إقامة علاقات شراكة تجارية واقتصادية مع دولة الإمارات تعتمد على توفير أفضل الفرص الاستثمارية للمستثمرين والشركات من الجانبين وتفعيل التبادل التجاري بينهما. وأوضحت ان العلاقات التجارية بين البلدين لا تعكس الطموحات ولا الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها كل دولة، مشيرة إلى فرص استثمارية ضخمة للشركات الإماراتية في اليونان تقدر ببلايين الدولارات في مختلف المجالات. وشارك في المنتدى، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة دبي برعاية شركة"دبي القابضة"وحشد من المؤسسات الكبرى والمستثمرين الإماراتيين، بينهم شركات"تيكوم للاستثمار"و"دبي للعقارات"و"مجموعة دبي"، التي اشترت أخيراً 20 في المئة من بنك"مارفن"اليوناني في صفقة تم بناء عليها تعيين رئيس مجلس إدارة المجموعة، سعود باعلوي، رئيساً لمجلس إدارة المصرف اليوناني. وأشار مدير تطوير الأعمال في"غرفة تجارة وصناعة دبي"محمد حسن الخطيب، في تصريح ل"الحياة"على هامش"المنتدى"، إلى أنها المرة الأولى التي تنظم فيها"الغرفة"المنتدى في شكل"يسمح بلقاءات مباشرة وعقد صفقات بين المتخصصين والشركات من الجانبين في مختلف المجالات". وأضاف انه تم"تنظيم طاولات مستديرة تجمع العاملين في مجالات متخصصة مع بعضهم البعض، شملت قطاعات المقاولات والخدمات والنقل والتعليم والطاقة المتجددة والكيماويات ومواد البناء والسياحة والتكنولوجيا والشحن والقطاعات المالية". وأشار إلى أن اهتمام"الغرفة"جاء"استجابة للاهتمام الكبير من الجانب اليوناني الذي يشارك في المنتدى بوفد يعد الأكبر من نوعه، إذ شارك حوالى100 مستثمر ورجل أعمال ومدير شركة في اللقاء". وكان الوفد اليوناني بدأ زيارته للإمارات في العاصمة أبو ظبي، حيث نظمت"غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي"لقاء مماثلاً أول من أمس جمع قيادات الأعمال، وبحث سبل تفعيل العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين. وذكرت وزيرة الاقتصاد الإماراتية، الشيخة لبنى القاسمي، في كلمة لها أمام المنتدى ان"شركات إماراتية عدّة أدركت الفرص المتاحة في اليونان، وفي الوقت نفسه هناك اتجاه للاستفادة من فرص النمو في قطاعات التطوير العقاري والسياحة والصناعة والخدمات اللوجستية والنقل في الإمارات". وأكد المشاركون في المنتدى أن مجالات وفرص التعاون بين البلدين كبيرة ومتعددة، أهمها إقامة مشاريع مشتركة في مجالات الطيران والتصنيع والسياحة. ولفتت وزيرة الخارجية اليونانية إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تطورات مهمة على صعيد العلاقات السياسية والاقتصادية بين بلدها ودولة الإمارات، لكنها أكدت ان العلاقات في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية لا تزال دون طموحات وإمكانات البلدين. وتعد هذه الزيارة الرسمية الثانية لوفد يوناني إلى الامارات في أقل من ثلاثة أشهر، ما يظهر الرغبة القوية للعمل في شكل وثيق نحو شراكة استراتيجية، لما فيه مصلحة أبناء البلدين وفقاً للمسؤولين اليونانيين. وتشير الإحصاءات إلى أن 60 ألف يوناني زاروا الإمارات العام الماضي. ولم تقتصر الرغبة في استقطاب الاستثمارات على الجانب اليوناني، إذ أكدت الإمارات أيضاً حرصها على استقطاب الاستثمارات الأجنبية إليها كأحد أهم محركات النمو. وكشفت أبو ظبي عن خطط لاستقطاب الاستثمارات إلى مشاريع التنمية، تقدر كلفتها بحوالى 935 بليون درهم 254 بليون دولار في القطاعات المختلفة، خلال السنوات الخمس المقبلة. أما دبي، التي قلّصت مساهمة النفط في ناتجها المحلي الإجمالي إلى 3 في المئة فقط، فأعلنت خطتها الاستراتيجية الأخيرة مستهدفة تحقيق ناتج محلي إجمالي يتجاوز 108 بلايين دولار بحلول عام 2015، فيما تعرض مشاريع قيد التنفيذ أو تحت الدراسة تتجاوز قيمتها تريليون درهم.