أعلنت غرفة تجارة وصناعة دبي أن دولة الإمارات تعمل على تعزيز علاقتها مع القارة الأفريقية، التي لا تزال تنعم بمقومات استثمارية كبيرة على رغم عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي، والتراجع الكبير في أسعار النفط وتذبذب أسعار صرف العملات. وقال المدير العام للغرفة حمد بوعميم خلال الإعلان عن استضافة دبي «الدورة الثالثة من المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال» في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، أن الإمارة أبرمت أخيراً اتفاقات تجارة حرة مع 26 دولة افريقيةً، يُتوقع أن تؤثر إيجاباً في استقطاب الاستثمارات الأجنبية مستقبلاً، وستساهم في تعزيز مكانة دبي كجسر عبور إلى أفريقيا، ووجهة خدمات ومحطة أعمال للشركات المستثمرة في القارة، كما ستفتح مجالات استثمارية لشركات إماراتية وخليجية». وأظهرت الأرقام الصادرة عن جمارك دبي أن حجم تجارة الإمارة مع أفريقيا بلغ نحو 118 بليون درهم (32 بليون دولار) عام 2014، وبلغت الواردات 60.8 بليون درهم والصادرات 13.7 بليون درهم وإعادة التصدير 44 بليون درهم. وأشار تقرير الاستثمار العالمي للعام 2015 والصادر عن منظمة «أونكتاد» أن «تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى القارة الأفريقية عام 2014 لم يتغير عن العام السابق وبلغ 54 بليون دولار»، مشيراً إلى أن «المستثمرين غير التقليديين، خصوصاً من دولة الإماراتودبي، شكلوا عنصراً مهماً في تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى القارة خلال السنوات القليلة الماضية». وساهمت الإمارات بستة في المئة من إجمالي النفقات الرأس مالية المتعلقة بالاستثمارات الأجنبية المباشرة الموجهة إلى الحقول الخضراء في أفريقيا عام 2014، والتي استهدفت الصناعات الاستهلاكية والبنية التحتية والخدمات. وتحت عنوان «تنمية متجددة، شراكات متعددة»، سيناقش المنتدى المقومات التي ستقود النمو خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وسيسلط الضوء على مصادر النمو، مثل التكنولوجيا المتطورة وصناديق التقاعد المحلية والارتقاء بالمشاريع الزراعية والصناعية، إضافة إلى تطوير المدن الأفريقية وتأثير انخفاض أسعار السلع والنفط على الاقتصاد. وسيتيح المنتدى للمستثمرين عقد لقاءات أعمال ثنائية وتوقيع شراكات واتفاقات استثمارية بين الشركات في كل القطاعات. وأوضح بوعميم، أن «المنتدى ينعقد هذا العام في ظل متغيرات اقتصادية عديدة، أبرزها انخفاض سعر النفط وتباطؤ النمو في بعض الدول الكبرى، ما سيشكل فرصة للمشاركين للنظر في المستقبل الاقتصادي للقارة الأفريقية والتوجهات الكفيلة بمواكبة توجهات الاقتصاد العالمي وتأمين تنمية بشرية واجتماعية وبنية تحتية ملائمة». ولفت إلى أن «غرفة دبي تتطلع إلى توثيق الروابط الاقتصادية بين مجتمع الأعمال في الإمارة والعالم، وافتتحت أخيراً مكتباً تمثيلياً في غانا وتحضّر لافتتاح مكاتب أخرى في موزمبيق ودول أخرى». وتتعاون غرفة دبي مع مجموعة «الإيكونومست» البريطانية في تطوير محتوى المنتدى هذا العام، علماً أن دورة العام الماضي شهدت مشاركة أكثر من ألف مندوب من الوزراء ورؤساء الشركات التنفيذيين وصناع القرار ورواد الأعمال من 33 دولة وتخلّله عقد 132 اجتماعاً ثنائياً جانبياً».