يُعد طريق بغداد - سامراء الاخطر على حياة مستخدميه لكثرة وجود المتطرفين والميليشيات على جوانبه ما جعله منطقة خطف نموذجية لا يعود من يقع في شباكها الى بيته غالباً. وتنصب الميليشيات دوريات وحواجز غير منتظمة في الجزء الشيعي من الطريق، الممتد من بلدة الدجيل الى بلدة بلد فيما تنشط مجموعات سنية متطرفة بين بلدتي الطارمية والتاجي ما حوّل الطريق الى ما يُشبه ساحة معركة دائمة. ووعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن يؤمن الطريق أمام الزائرين خلال شهرين تقريبا وقال"يجري الآن تدريب الألوية التي ستقوم بحماية الطريق"مشيرا الى ان"اللجنة المكلفة بإعادة أعمار مرقدي سامراء تخطط لتوسيع صحن ومرقد الامامين العسكريين لاستقبال الزائرين قريباً". ويأمل اهالي سامراء، التي تعرض اقتصادها الى هزة عنيفة مع انقطاع السياحة الدينية بتفجير المرقدين مطلع العام الماضي، بعودة الأمن الى الطريق ليتسنى لهم التنقل الى بغداد او استقبال زائري العتبات المقدسة. ويقول حازم، وهو سائق سيارة أجرة على الطريق،"ارغب بالعودة إلى عملي على طريق سامراء - بغداد بعد انقطاعي الاجباري في اعقاب أحداث تفجير المرقدين العسكريين". ويضيف"أصبح الطريق غير آمن يستغله التكفيريون والميليشيات لقنص أبناء السنة والشيعة على حدا سواء". ويرى حازم ان"الكثير من سائقي السيارات انقطعوا عن العمل ولزموا بيوتهم بعد قيام مليشيات شيعية وجماعات مسلحة سنية بقطع الطريق وإرغام الركابّ على النزول من السيارة حسب الهوية الطائفية للجماعات المسلحة وللركابّ وعثر على جثثهم لاحقاً مقتولين وآخرين لايعرف عن مصيرهم". وتعد سامراء اليوم مدينة شبه معزولة عن بغداد العاصمة فيما يستقل المسؤولون المحليون الطائرات الأميركية للوصول إلى اجتماعات رسمية في بغداد خوفاً من الاستهداف. وغير التجارّ، الذين كانوا يقصدون بغداد للحصول على السلع لمحلاتهم اتجاههم الى الموصل شمالا كونها أكثر أماناً. ويقول التاجر ابو بهاء انه يضطر الى التسوق من اربيل او الموصل عوضاً عن بغداد التي كانت سوق الشورجة فيها تزود اسواق العراق بما تحتاجه من بضائع بأسعار مناسبة. وتعرضت سوق الشورجة، وسط بغداد، الى سلسلة هجمات بسيارات مفخخة بغية اغلاقها آخرها قبل ايام ذهب ضحيتها مئات من التجار والعمال والمتسوقين. وتربط اهالي سامراء علاقات قرابة ونسب وعمل وثيقة مع اهالي بغداد ما جعل سكان سامراء يؤكدون ان حياتهم دخلت في ما يشبه العزلة بعد الاحداث مع امتناع اقاربهم عن زيارتهم لاسباب امنية. وكانت احداث سامراء فتحت الباب لحرب اهلية معلنة في العراق ذهب ضحيتها الآلاف اغلبهم تم استهدافهم على الهوية الطائفية. واصبح لقب"السامرائي"، نسبة الى المدينة، من الالقاب التي تقود صاحبها الى الموت على يد الميليشيات في بغداد.