في 14 شباط فبراير 2007، الذكرى السنويّة الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، نزل جمهور قوى 14 آذار إلى ساحة الشهداء في قلب بيروت، إحياء للذكرى، وإثباتاً للوجود. في 14 آذار مارس 2005، كان القلب واحداً ومفتوحاً، وأمس كان قلب العاصمة شطرين: شطر للموالاة، وشطر للمعارضة، تفصل بينهما أسلاك ودشم وآليات عسكرية وجنود قلوبهم هنا وهناك. مئات الآلاف من أنصار الموالاة احتشدوا أمس في الساحة المقابلة لضريح الرئيس الشهيد. منذ الصباح الباكر بدأت القوافل تصل من أقاصي الجنوب إلى أقاصي الشمال، من البقاع والجبل وبيروت. ومنهم مَن وصل بحراً توفيراً للوقت وتجنّباً للازدحام الخانق على الطرق المؤدّية إلى مكان الاحتفال الذي لم يتّسع للحاضرين الذين تمدّدوا في الشوارع المحيطة بالمكان في الصيفي شمالاً وحتى عين المريسة جنوباً. قيل كلام عاطفي كثير، وكذلك كلام سياسي، ارتفعت حدّته عند البعض وانخفضت عند البعض الآخر، ويبقى الأمل معقوداً على الحوار للوصول إلى حلّ للأزمة يعيد إلى القلب نبضه. وربما يعيد التوازن في الحشد والحشد المقابل في الشارع النقاش إلى حيث يجب أن يكون، ويفسح المجال للمبادرات العربيّة والمحلّية لتحظى بالتوافق. أمس كان يوم رفيق الحريري، ويوم قوى 14 آذار وجمهورها. يوم الإصرار على محاكمة القتلة... وغداً يوم جديد من التجاذب السياسي حول المحكمة والحكومة والانتخابات... 11 صورة