دعا وزير الدولة الفلسطيني لشؤون اللاجئين الدكتور عاطف عدوان الرئيس محمود عباس الى العمل على تسهيل عودة الاف اللاجئين الفلسطينيين من العراق، حيث يتعرضون منذ شهور طويلة الى عمليات قتل وملاحقة تصل الى حد التطهير العرقي. وقال عدوان في بيان صحافي اصدرته الوزارة امس ان الحكومة الفلسطينية اتخذت قراراً في جلستها الاخيرة يقضي"بتيسير دخول اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في العراق الى الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، على ألا يحرمهم ذلك من حق العودة الى بلدانهم الاصلية"تطبيقاً لقرار الأممالمتحدة رقم 194 القاضي بعودة اللاجئين الذين هجرتهم العصابات الصهيونية العام 48 واقامت الدولة العبرية على انقاضهم. لكن عدوان اضاف ان"القرار بحاجة الى بحث مع الاحتلال الاسرائيلي للتفاهم حول امر عودتهم ووضع الآليات المناسبة لذلك" وتوجه الى الرئيس عباس قائلاً:"نأمل منكم الايعاز لدائرة شؤون المفاوضات البدء في اجراء الاتصالات اللازمة لذلك، خصوصا ان مأساة اللاجئين في العراق تتفاقم في شكل خطير يومياً الأمر الذي ادى الى استشهاد المئات وجرح واعتقال آخرين، كما انهم لا يزالوا يعانون من المطاردة والتهديد بمغادرة اماكن سكناهم". وطالب عدوان الحكومة العراقية ب"القيام بواجبها في توفير الحماية اللازمة للاجئين في العراق"ودعا جامعة الدول العربية الى اخذ دورها ايضا في تخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في ذلك البلد. ووصف اللاجئين في العراق بأنهم"ضيوف عند اخوانهم العراقيين الى حين عودتهم الى ديارهم، وهم ليسوا جزءاً من الصراع الطائفي في العراق"في اشارة الى الصراع الدموي بين الشيعة والسنة، مناشداً من وصفهم ب"احرار العراق من شيعة وسنة واكراد بتوفير الحماية اللازمة للفلسطينيين واخراجهم من دائرة الاستهداف وتوجيه البنادق الى المحتل الذي يقتل ابناء العراق وينهب خيراته بدل ان توجه الى الفلسطينيين الابرياء". وكان الرئيس عباس اوفد مستشار الأمن القومي الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب الى العراق لبحث سبل حماية الفلسطينيين هناك، بعد تعرضهم لعمليات قتل وخطف ونهب املاكهم ومطاردتهم وتهديدهم بمغادرة العراق والا واجهوا القتل. وتحجم السلطة والحكومة الفلسطينيتان عن توجيه اصابع الاتهام الى أي اطراف عراقية بالمسؤولية عن قتل الفلسطينيين. لكن مصادر ومواطنين فلسطينيين يتهمون من يصفونها ب"عصابات القتل الشيعية"بالوقوف وراء هذه الاعتداءات. الى ذلك، قال عدوان في مقابلة مع وكالة"معاً"الاخبارية المحلية ان"كل الجهود والاتصالات التي اجرتها الحكومة ووزارة شؤون اللاجئين مع المرجعيات الدينية كافة، والشخصيات السياسية في العراق لم تؤد الى احداث تغيير في الواقع المرير الذي يعاني منه الفلسطينيون في العراق، بخاصة بعد حملة الاعتداءات والاستهداف والقتل". واضاف عدوان ان"الوزارة تتلقى اتصالات من عدد كبير من الفلسطينيين في العراق يطالبون فيها الحكومة بالتوسط لدى الدول العربية كي تفتح ابوابها لهم ليجدوا ملاذاً آمناً فيها هرباً من جحيم المضايقات في العراق".