لا ريب في أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك اشتط في الكلام على الملف الايراني النووي، ولم يتستر على رأيه. والمرة هذه، لم تفض تصريحاته الى أزمة ديبلوماسية فرنسية - أميركية. فالاميركيون يعولون على فرنسا، وهي حليفتهم الأولى في سياسة الردع النووي، في معالجة الملف النووي الايراني. والحق أن الرئيس شيراك قال ما لا يخفى على احد. فإذا شنت طهران هجوماً نووياً على اسرائيل، وحمل هجومها اميركا على الرد رداً حاسماً وسريعاً وشاملاً. وما لا شك فيه هو ان الأمة الإيرانية تدرك مخاطر استعمال سلاح نووي. على هذا، فهي تمتثل لمعايير سياسة الردع النووي. وأحسب أن تصريحات شيراك حكيمة أكثر مما هي خرقاء. فتوجيه ضربة عسكرية أحادية الى طهران، في حال عجزت عقوبات مجلس الامن عن ردعها، خطأ فادح. وجليّ أن الدول الغربية على ضفتي المحيط الاطلسي لا تريد حيازة ايران السلاح النووي. ولكن الرئيس الفرنسي لا يشارك الرئيس الاميركي يقينه، ويشكك في ضرورة شن حرب استباقية على ايران. ولكن لا بأس في جر الحكومة الإيرانية الى السؤال عن النتائج المترتبة على صنع قنبلة نووية. فيتوجب علينا وجوباً ملزماً إبلاغ طهران إجماعنا على الحؤول دون امتلاكها سلاحاً نووياً، واستعدادنا لتوجيه ضربة عسكرية إليها في حال فشلت المساعي الديبلوماسية. ولا شك في أن الرئيس بوش يشارك الرئيس شيراك قلقه من انتشار السلاح النووي، ومن تسابق الدول على حيازة هذا السلاح بعد طهران. وجلي ان شيراك لا يقلل شأن الأزمة النووية الإيرانية، على خلاف الخفة التي نم كلامه بها. والثابت ان مخاطر الحرب على ايران تفوق مخاطر امتلاكها السلاح النووي. والمستنقع الايراني أسوأ من المستنقع العراقي. عن سيمون سيرفاتي أستاذ كرسي زبينغيو بريجينسكي في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، "لوبوان" الفرنسية، 8/2/2007