ليس خبراً جديداً أن تعرض إسرائيل الأفلام المصرية على قنواتها من دون الحصول على إذن أو تصريح بذلك، إذ دأبت الصحافة المصرية على مناقشة سياسة الانتهاكات الفكرية ونهب الأفلام والأغاني التي تنتهجها إسرائيل، ولكن لم يكن ليتخيل احد أن يصل الأمر بالإسرائيليين إلى درجة سرقة النصوص المسرحية، فقد فوجئ الكاتب المسرحي لينين الرملي بأنّ نصه المسرحي "سعدون المجنون" سُرق وحوّل إلى عرض مسرحي يقدم حالياً في أحد مسارح تل ابيب! ويؤكد الرملي، المعروف بمعاداته الدولة الإسرائيلية ورفضه التطبيع، في تصريح ل"الحياة"أنّه اثناء زيارته إحدى الدول الأوروبية فوجئ باتصالات هاتفية من أصدقاء وزملاء له أخبروه بعرض مسرحيته في تل أبيب ظناً منهم أنّ الأمر تمّ بمباركته أو بموافقة منه. ويضيف مستنكراً"لم أكن أعلم شيئاً عن الأمر، وبعد أن استفسرتُ علمت أنّ أحد المؤلفين الإسرائيليين استولى على نصّ روايتي المسرحية التي ترصد الواقع العربي، وسبق وقُدّمت في عرض مسرحيّ من بطولة يحيى الفخراني، ليقدم النصّ بسخرية ساذجة". وقال الرملي إنّه يعتبر ما حدث جريمةً ووقاحةً فجّة تمارسها إسرائيل التي وجهت مدافعها نحو الشعب العربي على الاصعدة كافةً السياسية والاقتصادية والفكرية"وهي اليوم ترتكب أبشع الجرائم بتشويهها معالم فلسطين الجغرافية، إذا كان اليهود يغتصبون الارض من دون أن ترفع الاصوات المندّدة، فما الذي يمنعهم من سرقة الفن العربي"؟ وأضاف:"المتابع الفضائيات الإسرائيلية يفاجأ بأنّهم يعرضون أفلاماً مصرية يومياً من دون أن يصدر أيّ موقف عربيّ يدين هذا الاغتصاب الفني". وعلى رغم استيائه الشديد أشار الرملي إلى أنّه لا يفكّر في مقاضاة من وضعوا أيديهم على"سعدون المجنون"من دون اذنه معتبراً أنّ الاجراءات القانونية الدولية في إطار حماية الملكية الفكرية لا تضمن له تعويض الاضرار التي لحقت به جراء هذا"الفعل الشنيع". ورأى أنّه ما من"إبداع حقيقيّ في إسرائيل التي تعيش على إبداع العرب"، وبرّر مقولته بتأكيدات قدمها له من شاهد النسحة الإسرائيلية من عمله فالعمل"المقلّد جاء مسخاً مشوّهاً ومجرّداً من أيّ روح أو رؤيةٍ فنية مبتكرة".