انتقل الاحتقان السائد في البلاد الى حرم جامعة البلمند شمال لبنان لكن من دون ان يترجم أعمال عنف، وانما اقتصر على شعارات وشتائم كتبت على الجدران وفاجأت إدارة الجامعة كما فاجأت الطلاب الموالين والمعارضين على حد سواء، وجرى العمل على إزالتها. وكان طلاب الجامعة وادارتها والهيئة التعليمية عادوا أمس الى الحرم الجامعي، بعد توقف عن الدراسة استمر خمسة أيام على اثر القرار الذي اتخذته وزارة التربية والتعليم العالي لتهدئة نفوس الطلاب غداة الاشتباكات التي جرت في محيط جامعة بيروت العربية الخميس الماضي. وفوجئ الجميع بشعارات مكتوبة على الجدران الداخلية لمباني الكليات تتضمن شتائم بحق رئيس"تكتل التغيير والإصلاح"النيابي ميشال عون وبحق الأمين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصر الله، وبشعارات تتحدث عن"جيش المستقبل للدفاع عن لبنان"، وأخرى تؤكد ان"الحكومة باقية باقية باقية"وپ"يا سعد يا عينينا سلّحنا والباقي علينا"وكتابات مذهبية أخرى. وأجمعت الادارة والتيارات الطالبية على استغراب ما حصل واستنكاره، وأوضح مسؤول العلاقات العامة في الجامعة الدكتور جورج دورليان لپ"الحياة"ان الجامعة"تعتبر نفسها محيّدة نوعاً ما عن الأجواء التي تشهدها البلاد على رغم وجود طلاب من كل التيارات السياسية لكننا حريصون على الهدوء ولم يسجل في الحرم الجامعي أي نوع من الاحتكاك". واعتبر ان الشعارات التي وجدت على الجدران تعتبر"انتهاكا للأملاك الجامعية". وأصدرت الجامعة بياناً حول الحادث توجهت فيه الى طلابها، مؤكدة انها فوجئت بالشعارات التي ملأت بعض جدرانها وحملت عبارات لا تمت بصلة الى التقاليد التي سارت عليها، ولا تعبّر عن أخلاقيات طلابها، خصوصاً ان الجامعة برهنت منذ انشائها انها مجال للنقاش الحر والحوار المسؤول. وكان الهدف من هذه الشعارات خلق البلبلة وإشاعة روح التفرقة، وهذا فخ لم يقع فيه طلابنا لا بل استنكرته كل الفئات الطالبية معبرة بذلك عن وعيها ووحدتها. وأعلنت الإدارة عن الاحتفاظ"بحقها القانوني في ملاحقة المسؤولين والمتورطين، اياً كانوا، في انتهاك حرمة الجامعة والإساءة الى أملاكها". وأكد طلاب "شباب المستقبل"في جامعة البلمند في بيان، أن"طلاب الجامعة فوجئوا اليوم أمس بوابل من الشتائم والشعارات الطائفية في حرم الجامعة، تهدف بشكل رئيسي الى النيل من سمعة"تيار المستقبل"وصورته كمثال للاعتدال والرقي والحوار". واستنكر الطلاب"هذه الأعمال التخريبية وطالبوا بكشف هوية المتسللين، بعد إقفال تام دام خمسة أيام"، معتبرين"أن الفاعل ليس بطالب علم وثقافة في هذا الصرح الكبير، بل انه مجرد عنصر ميليشيوي مدسوس لخلق الفوضى في الجامعة". وفي المقابل، أعلن طلاب المعارضة في الجامعة في بيان أنهم فوجئوا"صباح اليوم أمس بشعارات بذيئة وبعيدة من الأخلاق، التي من المفترض أن يتحلى بها الشباب الجامعي، تملأ الجدران الداخلية لحرم الجامعة"، وناشدوا"الطلاب كافة التحلي بضبط النفس وعدم الانجرار الى ردود فعل عفوية". وفيما استمر تعليق الدروس في جامعتي بيروت العربية واللبنانية حتى الاثنين المقبل، علقت"المنظمات الشبابية والطالبية اللبنانية المعارضة"، في بيان أصدرته بعد اجتماعها في"خيمة تيار المردة - ساحة الشهداء"على القرار الصادر عن رئيس الجامعة اللبنانية في شأن تفتيش الطلاب والأساتذة الجامعيين الداخلين الى حرم الجامعة، معتبرة انه"قرار متسرع لا يصب في مصلحة الجامعة، ويشوه سمعتها الأكاديمية والوطنية وسمعة طلابها، فهي ليست ثكنة عسكرية أو أمنية، وان معالجة الإشكال الطالبي المدبر الذي حصل في جامعة بيروت العربية لا تتم عبر فرض سلسلة إجراءات في جامعات أخرى، بل ان المطلوب هو معالجة هذه الإشكالات في محلها والتفتيش عن أسبابها وليس بنقلها الى مكان آخر. اننا نربأ برئيس الجامعة اللبنانية الانحياز الى قوى السلطة، وندعوه لأن يكون رئيساً لجميع طلاب لبنان". وسأل البيان"عن مدى فاعلية قرارات وزير التربية في الحكومة اللاشرعية بشأن تعطيل المدارس والجامعات". ومن المقرر ان يتسلم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد اليوم 25 موقوفاً لدى مديرية الاستخبارات التابعة للجيش اللبناني في اشتباكات محيط الجامعة العربية لاتخاذ القرار في حقهم في تهم إثارة الشغب وإطلاق النار، ويتوقع ان يخلي فهد عدداً من الموقوفين، فيما فصل التحقيق في عمليات القنص التي حصلت في المكان نفسه الى ملف خاص تجري متابعته في ضوء اللقطات التلفزيونية للقناصة.