لا تزال المؤسسات التربوية في لبنان مسرحاً لصدامات طالبية تعكس التباينات السياسية الحاصلة بين قوى"الأكثرية"و"الأقلية"، موقعة المزيد من الجرحى والمزيد من التوترات. والتصادم الذي وقع أمس في الجامعة اللبنانية - الأميركية رأس بيروت جاء على خلفية إشكال حصل الاربعاء الماضي بين طالبين ينتمي أحدهما الى الحزب التقدمي الاشتراكي والآخر الى حركة"أمل"، وقيل ان سببه أن أحدهما نظر الى الآخر شذراً، الا أن الأمر سوي بتدخل من المسؤولين الطالبيين لكل فريق، وحصل"تبويس لحى"، الا ان الاشكال تجدد أمس، وتطور الى اشتباكات استخدمت فيها القبضات والعصي وقضبان حديد وحجارة عند البوابة الفوقا للحرم الجامعي وداخله. وتضاربت المعلومات في شأن البادئ في افتعال المشكلة، وسألت"الحياة"مسؤولاً طالبياً في الحزب التقدمي في الجامعة عما حصل فأكد أن"حركة أمل"حشدت عشرات من طلابها من الجامعة وجامعات أخرى عند بوابة الجامعة وراحوا يكيلون الشتائم لرئيس اللقاء الديموقراطي النيابي وليد جنبلاط وعندما حاولنا الاتصال بالمسؤول التربوي للحركة لتدارك الأمر، كان الضرب بدأ وأصيب طالبان من التقدمي هما رامي بو حمدان ووسيم فخر الدين ونقلا الى المستشفى". أما المسؤول الطالبي في الحركة حسن اللقيس فأكد أن طلاب"التقدمي"هم من حشدوا مناصريهم وكنت اتكلم الى طالب من جماعتنا وهو حسن قبلان قبلان هاتفياً عندما صرخ قائلاًً رح يعلقوا ثم صرخ وجعاً إذ أصيب بحجر في رأسه ونقل الى المستشفى للمعالجة، كما أصيب ثلاثة طلاب آخرين من الحركة برضوض". وسأل:"كيف نكون نحن من حشد طالبياً ثم يصاب طلابنا بجروح؟". والإصابات لم تتوقف على الجانبين بل إن طالباً من"تيار المستقبل"أصيب ايضاً في الصدامات. وقال مسؤول طالبي في التيار ان"طلاب"أمل"هم من كانوا جهزوا انفسهم لمشكل وجاؤوا من جامعات أخرى ووقفوا عند البوابة الفوقا ودخل بعضهم وحصل التصادم وحينما حاول الطالب توفيق حربلي من"المستقبل"التدخل لتفريق الطرفين تعرض للضرب وأصيب برضوض وهو انتقل الى مخفر حبيش حيث قدم شكوى بحق المعتدين عليه وهم معروفون من قبلنا". وطالب المسؤول في"المستقبل"بمحاسبة المعتدين"كي لا يتكرر الحادث". وأجمعت كل هذه القوى الطالبية على أن طلاب"حزب الله"و"التيار العوني"بقوا على الحياد في الحادث. واذا كان دخول عناصر قوى الأمن الداخلي الى الحرم الجامعي لا يتم الا بطلب من ادارة الجامعة فإن هذه القوى ومعها عناصر من الجيش انتشروا عند البوابة الفوقا وعملوا على تفريق التجمعات والمتصادمين في الخارج فيما عمل عناصر الجهاز الأمني داخل الجامعة على تفريق المتصادمين في الداخل ولم يحصل اي توقيف. وأدت الصدامات الى أضرار والى هلع بين صفوف الطلاب الذين هم على ابواب امتحانات، وعلقت إدارة الجامعة الدروس وطلبت من الطلاب مغادرة الحرم في خطوة وصفتها في بيان بأنها"لاستيعاب التوتر الذي نشأ بين بعض الطلاب المحازبين وهددت أن يطاول بانعكاساته الجسم الطالبي". وناشدت رئاسة الجامعة"القيادات السياسية الواعية ابقاء المؤسسات الاكاديمية بمنأى عن التجاذبات". وأعلنت أن"نتيجة للاستقصاءات قررت اتخاذ عدد من التدابير الفورية ومنها طرد عدد من الطلاب لتحملهم مسؤولية إثارة البلبلة داخل الحرم على ان يستمر التحقيق الداخلي لإظهار كل من له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالتسبب بايذاء المسيرة الاكاديمية داخل الجامعة لاتخاذ التدبير اللازم بحقه". وأكدت رئاسة الجامعة"ان الجامعة لن تتهاون مطلقاً أمام محاولات المساس بالمسيرة الاكاديمية التي هي حق مكرس للطلاب الى أي فئة سياسية انتموا وستكون جازمة في الدفاع عن حقوق طلابها وتأمين الأجواء الأكاديمية الملائمة لتحصيل العلم وتشجيع الحوار البناء". وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري اتصل برئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا مستنكراً الإشكالات وتمنى عليه وعلى ادارة الجامعة"اتخاذ كل التدابير بحق المسيئين الى أي فئة انتموا". وأكد اللقيس ل"الحياة""ان اتصالات تجرى مع منظمة الشباب التقدمي للتواصل ولا مانع من اللقاء لحل الاشكالات ومنع تكرارها"، فيما طالب مسؤول"المستقبل"بقرار حاسم من الطرفين"لمنع تجدد الحادث في أمكنة أخرى".