استبقت روسيا اجتماع وزير خارجيتها مع نظرائه في دول الحلف الأطلسي ناتو في بروكسيل اليوم، بالتحذير من خطط توسع الحلف شرقاً، باعتبارها"استفزازاً"لأمنها الإستراتيجي، ينذر بظهور"خطوط فصل جديدة في أوروبا". وتضمن ذلك تحذيراً من ضم دول مجاورة لها الى الحلف، وتلميحاً الى عواقب المضي في خطة نشر الدرع الصاروخية الأميركية في بولندا وتشيخيا. تزامن ذلك مع إعلان موسكو إعادة تسيير أساطيل في البحار ل"حماية سفنها"، بما يتضمن إجراء مناورات في"المياه الدافئة"تشمل التوقف في مرفأ طرطوس. واعتبر مراقبون أن هدف المناورات هو تأمين مواكبة بحرية مستقبلاً لناقلات النفط الروسية. وبرر الناطق باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامينين أمس، التحذير من"خطوط الفصل الجديدة"، بتأكيد وجهة نظر موسكو القائلة إن توسع الحلف"لا يرتبط بخطط تحديثه أو تعزيز أمن أوروبا"، في إشارة الى خطط الحلف لضم جمهوريات"سوفياتية"سابقاً. جاء ذلك غداة إعلان"مصدر ديبلوماسي روسي بارز"أن قرار انسحاب بلاده من معاهدة الحد من السلاح التقليدي في أوروبا"لا يعني وجود نيات مبيتة لدى موسكو لنشر قواتها البرية أو قطع من أسلحتها التقليدية في المناطق الغربية"، مثل إقليم كاليننغراد وبعض مناطق القوقاز، والتي حُرمت موسكو من نشر قواتها فيها بموجب المعاهدة. لكن المصدر ذاته ربط ذلك بعدم استفزاز الحلف الغربي لروسيا. ورأى مراقبون في موسكو انها خطت خطوة جديدة نحو استعادة تقاليد"الحرب الباردة"، بإعلانها وجود أسطولها في البحار الدولية، ليشمل ذلك تنفيذ 11 وحدة بحرية روسية جولة مناورات في شمال شرقي المحيط الأطلسي والبحر المتوسط خلال الفترة الممتدة من الشهر الجاري الى شباط فبراير المقبل، فيما تواكب تحرك تلك القطع، 47 طائرة قتالية و10 مروحيات. وكانت روسيا استأنفت في الأسابيع الأخيرة طلعات مقاتلاتها الإستراتيجية فوق المحيطين الهادئ والأطلسي. وأشار محللون إلى أن مسألة تأمين الحماية لملاحة السفن غدت ملحة بالنسبة الى روسيا"في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية الحالية". وأعلنت السلطات الروسية ان سفنها ستتمركز في مناطق رئيسة من العالم، علماً أن قيادة الأسطول الروسي أعلنت سابقاً عزمها على تنشيط وجودها في منطقة البحر المتوسط بالاعتماد على"قاعدة عسكرية"في طرطوس، شكلت سابقاً مركز صيانة للأساطيل السوفياتية. واتفقت موسكو ودمشق أخيراً على توسيع القاعدة وتنظيمها، وتنفيذ أعمال ترميم وتحديث ضرورية لتلبية احتياجات خدمة السفن الروسية في المنطقة.