سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اسرائيل تستبق المفاوضات بفرض حقائق جديدة وتعتبر ان "خريطة الطريق" لا تنطبق على المدينة المقدسة . السلطة تندد بخطة توسيع مستوطنة في القدس وعباس يوجه رسالة الى بوش تطالبه بالتدخل
شكَّل قرار الحكومة الاسرائيلية بناء اكثر من 300 منزل جديد في مستوطنة "هارحوماه" المقامة على جبل ابو غنيم في القدسالشرقية، الاختبار الاول لنتائج مؤتمر انابوليس. ورأى الفلسطينيون في القرار صفعة قوية توجه الى الاجتماع الدولي الذي شارك فيه خمسون وفدا يمثلون دولاً ومنظمات دولية. وذهب رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض احمد قريع ابو علاء الى حد اعتبار القرار دليلا على ان الاسرائيليين"لا يريدون التفاوض وأن مشروعهم استيطاني"، مضيفا:"هذا القرار تقويض لنتائج انابوليس وأسس عملية السلام". ويشكل توقيت صدور القرار"رسالة سياسية"تؤشر الى اتجاهات مفاوضات الوضع النهائي التي ستنطلق الاسبوع المقبل وفق ما تقرر في انابوليس، فاسرائيل تعتبر القدسالشرقية التي يطالب الفلسطينيون باستردادها لاقامة عاصمتهم فيها، منطقة مشتركة لهم فيها حصة اكبر من الحصة الفلسطينية. وحسب المواقف الصادرة عن الحكومة الاسرائيلية ووفدها المفاوض، فان اسرائيل مستعدة للتنازل عن احياء عربية في القدسالشرقية وليس عن كل الاحياء. وتبدي اسرائيل تشددا حيال التجمعات الاستيطانية المقامة في محيط المدينة مثل"غوش عتصيون"و"غفعات زئيف"وغيرها التي تضم 15 مستوطنة. ورغم ما اعلن في انابوليس، الا ان اسرائيل تواصل تنفيذ سلسلة من المشاريع الاستيطانية في القدسالشرقية، منها مشروع توسيع حدود المدينة لتشمل 12 كيلومتراً مربعاً جديداً، وهو ما يعرف بمشروع"E 1"، ويتضمن توسيع حدود القدس الى مشارف مدينة اريحا، واقامة اربعة الاف وحدة سكنية واربعة فنادق للمستوطنين. وأدى هذا الاجراء الى توسيع مساحة المدينة لتشمل 15 في المئة من مساحة الضفة. ويرى الفلسطينيون في المشروع وسيلة لقطع التواصل الجغرافي بين وسط الضفة وجنوبها على نحو يحول دون نشوء دولة متصلة مستقبلا. بموازاة ذلك، تعمل الحكومة على تنفيذ خطة بعيدة المدى تحمل اسم"القدس 2020"وترمي الى تقليص عدد السلكان العرب في المدينة وزيادة عدد السكان اليهود. وكانت مساحة القدس عندما اُحتلت عام 1967 تبلغ 6.5 كيلومتر مربع فقط. وفور احتلالها اقدمت السلطات الاسرائيلية على توسيع هذا المساحة لتشمل 72 كيلومترا مربعا تمهيدا لضمها لاسرائيل وتاليا مصادرتها. وحسب الخبير في شؤون الاستيطان خليل تفكجي، فان اسرائيل صادرت 35 في المئة من هذه المساحة واقامت عليها 15 مستوطنة تقع خلف الجدار الذي تعتبره اسرائيل حدودها الشرقية. وفوق المساحة المخصصة لاغرض استيطانية، خصصت اسرائيل 40 في المئة من الارضي المصادر للحدائق والغابات. وتمسكت اسرائيل في المفاوضات السابقة بجميع المستوطنات المحيطة بالقدس، بما فيها مستوطنة"معاليه ادوميم"الواقعة عميقا في اراضي الضفة شرقي المدينة، وعرضت مبادلتها بأراض بديلة من صحراء النقب لتوسيع قطاع غزة الضيق. واتفق الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي في مؤتمر انابوليس على تطبيق الجزء الاول من"خريطة الطريق"الذي ينص على تجميد النشاط الاسيتطاني، بما فيه النمو الطبيعي، وتفكيك البؤر الاستيطانية التي أقيمت منذ آذار عام 2001، وعددها اكثر من مئة بؤرة. لكن اسرائيل لا تخفي نياتها واطماعها في اجزاء واسعة من اراض الضفة، خصوصا القدس، في اي حل سياسي مقبل. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف امس:"اسرائيل تميز بشكل واضح بين الضفة والقدس"و"إسرائيل لم تقدم ابدا التزاما بالحد من سيادتها في القدس، وتنفيذ المرحلة الاولى من خريطة الطريق لا ينطبق على القدس". وكشفت حركة"السلام الآن"الاسرائيلية في تقرير لها اول من امس عن 3500 ملف جنائي عالق يخص البناء غير المرخص في التجمعات الاستيطانية في الضفة، وقالت ان مجلس المستوطنات في الضفة يستعد لاحباط مشروع القانون المنوي سنّه والخاص بتعويض مستوطنين يرغبون في اخلاء منازلهم في المستوطنات الواقعة خلف الجدار الفاصل في الضفة. وقالت"السلام الآن"في تقريرها ان الادارة المدنية الاسرائيلية في الضفة أخلت ثلاثة في المئة فقط من المباني غير المرخصة التي صدرت اوامر بهدمها. واشارت الى ان الجيش الاسرائيلي يقيم هو الاخر مباني في الضفة من دون الحصول على الرخص اللازمة. وبدأ الفلسطينيون والاسرائيليون بتشكيل لجان تفاوضية مختصة في قضايا الوضع النهائي مثل القدس والدولة واللاجئين والمياه والاقتصاد والمستوطنات وغيرها. وقال قريع ان الوفد الفلسطيني يعكف على تشكيل بين سبع الى تسع لجان تفاوضية. لكنه يرى ان الطريق سيكون طويلا امام المفاوضات التي سبقتها اسرائيل بفرض حقائق جديدة على الارض، مما جعله يقول:"الأولوية عن اسرائيل هي الاستيطان، وليس السلام". عباس يدعو بوش الى التدخل في السياق نفسه، افادت وكالة"فرانس برس"ان الرئيس محمود عباس وجّه امس رسالة الى الرئيس جورج بوش طالبه فيها"بالتدخل الفوري لوقف النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية، خصوصا في القدس". وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت للوكالة ان عباس اكد في الرسالة"ضرورة ان تلتزم اسرائيل كل الالتزامات التي اعلن عنها في مؤتمر انابوليس، وأهمها الوقف الفوري للنشاطات الاستيطانية في الضفة والقدسالشرقية". كما اكدت الرسالة"ضرورة ان تمارس الادارة الاميركية واللجنة الرباعية الدولية الضغط على اسرائيل". وقال رأفت"ان الرسالة سلمها عباس اليوم الاربعاء الى القنصل الاميركي العام في القدس جاك واليس لينقلها للادارة الاميركية".