واشنطن - «نشرة واشنطن» - شارك حوالى مئة طالب جامعي عالمي في مسابقة استنباط الحلول للطاقة في قاعة مؤتمرات صناعية واسعة في مرفأ روتردام الهولندي، للحصول على أجوبة عن بعض مشاكل الطاقة الأكثر إرباكاً. وعُقدت الدورة التمهيدية الثانية ل «معركة المباراة الدولية» (NRG Battle)، وهي مسابقة ترعاها شركات عالمية وتضم 15 فريقاً، أوائل حزيران (يونيو) الماضي. ومُنح الطلاب يوماً واحداً لتقديم اقتراحات لمواجهة تحديات، مثل جعل شبكة الطاقة الهولندية قادرة على استيعاب 10 ملايين سيارة كهربائية، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة من المركبات الفضائية إلى الصفر واستبدال الطاقة النووية بالغاز واستعمال وسائل الإعلام الاجتماعية لجعل الأُسر تقتصد في استهلاك الطاقة. وعرضت شركات الأعمال التي ترعى هذه المسابقة، بما فيها بعض شركات الطاقة الرئيسة في أوروبا، هذه التحديات على المتبارين. وتبحث هذه الشركات، التي تسرّع خطواتها لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتطوير مصادر طاقة متجدّدة تلبي التزامات «بروتوكول كيوتو» لمكافحة تغيّر المناخ، عن حلول بيئية مبتكرة. وقدّم طلاب من أجزاء مختلفة من العالم طلبات المشاركة في المباراة بواسطة الإنترنت، وجرى اختيارهم استناداً إلى اهتماماتهم وخبرتهم. ودعي المرشحون الأذكياء إلى الانضمام إلى إحدى فرق «معركة»، يصمم ويقدم عرضاً لمدة ثلاث دقائق إلى هيئة تحكيم مكوّنة من مسؤولين تنفيذيين في شركات خلال يوم الحدث. وقال الناطق باسم مجموعة «ستيودنت ستوك»، المنظمة القائمة في هولندا التي ترعى هذه المباراة الدولية، جان شولت، إن «الفوائد العائدة على الطلاب تتمثل في إمكانات الربط الشبكي والحصول على تدريب داخل الشركات، أو حتى على وظيفة أفضل، واكتساب خبرة في مجال العمل المباشر الذي يهمهم». وأوضح أن «الشركات تشترك في المباراة بسبب وجهات النظر الجديدة والمبتكرة التي يقدمها الطلاب»، وأضاف أن «المعركة» تشكل فرصة ممتازة لتجنيد المواهب وتعزيز التعاون بين الطلاب والجامعات والشركات والحكومات. وأوضح طالب يتخصص في توليد الطاقة الدولية وتوزيعها في جامعة «هانزي» للعلوم التطبيقية في هولندا، ويدعى إسماعيل درينث، انه يريد أن يكرس حياته المهنية لابتكار شبكات طاقة ذكية، تكنولوجيا تجعل أنظمة الطاقة أكثر كفاءة وتساعد المستهلكين على الاقتصاد في استهلاك الطاقة. وأضاف انه بعد أن شارك في هذه المباراة الدولية للسنة الثانية على التوالي وجد نفسه ضمن فريق قوي في المباراة النصف نهائية في روتردام. حلّ للمستقبل وكانت شركة «سيمنز»، وهي شركة التكنولوجيا الألمانية الكبرى، سألت فريق درينث إذا كان من الممكن تلبية الطلب الهولندي على الطاقة من خلال مزيج من طاقة الرياح الساحلية والغاز بحلول العام 2050. واشترطت «سيمنز» أن الحلّ سيتطلب استيعاب الزيادة الكبيرة في عدد السيارات الكهربائية والسماح لهذه السيارات بأن تخزّن الطاقة الكهربائية موقتاً، ثم تعيدها مجدداً إلى الشبكة. وهذه التكنولوجيا الناشئة، التي تعرف ب «الحراكية الكهربائية»، تشكل أهمية لمشغّلي الطاقة الذين يتوجب عليهم التخطيط لإمداد الطاقة وتلبية الطلب عليها في أوقات الذروة. وكان الحل الذي توصل إليه درينث وفريقه متقدماً ومعقداً، يشمل إنشاء شبكة ذكية متطوّرة، يديرها الكمبيوتر، تساعد في حل مشكلة تخزين الطاقة جزئياً عبر استغلال الطاقة الموجودة في بطاريات السيارات الكهربائية وجعل محطات الطاقة العاملة باحتراق الغاز تخدم كمحطات دعم عندما يهبط الإنتاج من محطات طاقة الرياح. وأكد الفريق أن هذا الحل سيوفر للمستثمرين في طاقة الرياح البحرية الساحلية بعض الضمانات، ويجعل الزيادة الكبيرة في مصادر الطاقة النظيفة ذات جدوى اقتصادية. وفاز فريق درينث في المباراة، وتقدم إلى الجولة الثالثة والأخيرة من المنافسة التي ستعقد في تشرين الأول (أكتوبر). ويأمل درينث بأن يتمكن في أحد الأيام من استغلال شغفه بالتكنولوجيا المتطوّرة لجعل العالم مكاناً أفضل.