يُواجه العالم تحديات بسبب التغّير المناخي وتزايد معدلات تناقص موارد النفط والمعادن، وتبرز أهمية تقنيات تعزيز الكفاءة كأحد عوامل تغيير معادلة استهلاك الطاقة عالمياً، فهذه التقنيات تساهم في المحافظة على المواد الخام والطاقة وتوفّر الكثير من الموارد والنفقات المالية على الأشخاص أو الجهات التي تستخدمها. وعملت شركات عالمية على ابتكار أفضل الحلول التي تعزز من كفاءة إنتاج الطاقة واستهلاكها، لتحقيق معدلات استخدام أكثر فاعلية واستدامة للمستخدمين، وفق شركة «سيمنز» الألمانية. وأوضح عضو مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي العالمي لقطاع الطاقة في «سيمنز»، مايكل سوس: «نُلاحظ في العديد من بقاع العالم استمرار الاعتماد على الموارد التقليدية، كالنفط والغاز والفحم، لتلبية الطلب العالمي المتزايد من الطاقة الأولية، بموازاة تقنيات أخرى، كالطاقة النووية وطاقة المياه». وتوقع استمرار الاعتماد على المصادر التقليدية، لأن معدلات الطلب العالمي على الطاقة في تزايد مستمر بمعدل 2.8 في المئة سنوياً، ويتوقع أن يصل إلى 37 ألف تيراوات في الساعة بحلول عام 2030، في حين بلغ 22 ألف تيراوات في الساعة العام الماضي. وأضاف ان الفحم والغاز هما الموردان الأساسيان للطاقة، وسيساهمان معاً في تلبية ثلثي الاحتياجات العالمية من الطاقة بحلول العام 2030. ولفت إلى إن حصة مصادر الطاقة المتجددة المختلفة، سترتفع من نسبة 4 في المئة في العام الماضي إلى 13 في المئة مع حلول العام 2030، ولن تكون وحدها قادرة على تلبية الطلب العالمي المتزايد باستمرار. ولضمان تلبية الاحتياجات المستقبلية من الطاقة، من دون استنزاف الموارد الطبيعية والتسبب بالأضرار البيئية، اقترح سوس «العمل على تحسين كفاءة استخدام الطاقة في البنية الأساسية القائمة، مثل محطات توليد الطاقة والمنشآت الصناعية والمجمّعات السكنية، إذ تلعب التقنيات الحديثة دوراً محورياً لتحقيق أفضل كفاءة في عملية توليد الطاقة واستخدامها». ولفت إلى ان تقنيات «سيمنز» ساعدت زبائنها في الحدّ بفعالية من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، ب 317 مليون طن في عام 2011، أي ما يعادل الانبعاثات السنوية في مدن طوكيو وهونغ كونغ وسنغافورة ودلهي واسطنبول وبرلين ولندن ونيويورك مجتمعة، أي 1 في المئة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الناتجة عن استخدامات الطاقة عالمياً، أو ما يعادل قيادة 95 مليون سيارة عائلية ل 20 ألف كيلومتر سنوياً. وأضاف سوس ان تحسين كفاءة التوربينات الغازية هو أمرٌ في غاية الأهمية، لأن احتراق الغاز عملية نظيفة نسبياً مقارنة بعمليات أخرى لإنتاج الطاقة الكهربائية. وساهمت التوربينات الغازية من إنتاج الشركة في ألمانيا، التي تعمل بالاقتران مع التوربينات البخارية في المحطات ذات الدورة الثنائية بتوليد الطاقة وتسجيل كفاءة عالية في الإنتاج والاستهلاك بنسبة بلغت 61 في المئة، ومكّنت هذه التقنيات المتطوّرة محطات الطاقة في الولاياتالمتحدة والسعودية من تحقيق كفاءة استخدام تزيد على الثلث تقريباً، وقد تصل مستقبلاً إلى تحقيق كفاءة في استهلاك الوقود تزيد على 90 في المئة.