اندلعت مواجهات في شمال شرقي تشاد بين الجيش ومتمردي تجمع قوى التغيير، في ثاني جبهة تفتح بين حركات تمرد والقوات الحكومية. جاء ذلك غداة قرار الرئيس التشادي ادريس ديبي إقالة وزير الدفاع محمد نور عبد الكريم وهو أحد زعماء المتمردين السابقين وذلك بعد أسبوع من الاشتباكات معهم شرق البلاد. وقالت مصادر رسمية إن نور لجأ الى السفارة الليبية في نجامينا. ولم يعلن سبب إقالة نور لكن موقفه ضعيف منذ الشهر الماضي عندما انخرط مقاتلون متمردون سابقون من أنصاره في اشتباكات عرقية مع منافسين على الحدود الشرقية المحاذية لإقليم دارفور المضطرب. وينتمي الأعضاء السابقون في الجبهة المتحدة للتغيير الديموقراطي المتمردة والتي كان يتزعمها نور الى قبيلة تاما ويقاومون محاولات الجيش والميليشيات التابعة لقبيلة الزغاوة التي ينتمي اليها ديبي لنزع أسلحتهم. واشتبكت القوات التشادية ومقاتلين سابقين بالجبهة المتحدة للتغيير الديموقراطي في بلدة جريدة الشرقية في معقل قبيلة التاما أول من أمس. وأعلن وزير الخارجية التشادي احمد علامي للديبلوماسيين المعتمدين في نجامينا ان"صدامات"وقعت مع متمردي تجمع قوى التغيير بزعامة تيمان ارديمي قرب كلاييت على بعد 210 كلم شمال ابيتشي كبرى مدن شرق تشاد. وردا على سؤال عن طبيعة الصدامات التي تحدث عنها الوزير، أوضح مصدر حكومي أن الطيران التشادي"قصف"المتمردين في كلاييت البلدة المجاورة لام شالوبا عند الحدود بين منطقتي بلتين واينيدي. وأكد الناطق باسم حركة التمرد عيد مورا مايدي أن المتمردين تعرضوا"لقصف مروحيات الجيش التشادي في كلاييت". وأضاف أن القصف توقف وهدأ الوضع قبل غروب الشمس أول من أمس. وأكد انه لم تقع مواجهات على الأرض موضحاً ان رجاله"استولوا"على بلدة ايريبا على بعد 170 كلم جنوب شرقي نجامينا من دون ان يلقوا مقاومة. ونقل الجنود الجرحى خلال الأيام القليلة الماضية الى ابيشي كبرى مدن شرق تشاد فيما نقلت الإصابات الخطرة الى نجامينا. وشارك الجيش الفرنسي في عمليات النقل بوسائله الجوية وقدم العناية الى الجرحى. وأفادت مصادر طبية ان مستشفيات نجامينا مكتظة في حين قال وزير الخارجية إنه تعين نقل مصابين الى السنغال ولييبا ومصر. وتعتبر حركتا الجبهة الموحدة للتغيير الديمقراطي وتجمع قوى التغيير من بين أربع حركات وقعت في سرت ليبيا في 25 تشرين الأول اكتوبر الماضي، اتفاق سلام مع نجامينا. لكن معارك الأسبوع الجاري ألغت الاتفاق. وانشق عناصر من الجبهة الموحدة للتغيير الديموقراطي الذين كانوا منتشرين في غيريدا على بعد 150 كلم شمال شرقي ابيشي في انتظار إدماجهم في الجيش, في تشرين الأول الماضي. وبعد محاولة مصالحة مطلع الأسبوع وقع تبادل إطلاق نار الجمعة بين الجيش ومقاتلي تلك الحركة. وأكدت السلطات انهم يرفضون إلقاء السلاح او الاندماج في الجيش. وفي أسوأ معارك في شرق تشاد خلال اشهر، خاضت القوات الحكومية معارك شرسة مع متمردي الجبهة الموحدة، قال الجانبان إنها أسفرت عن سقوط مئات القتلى. وأدار الرئيس ديبي بنفسه عمليات الجيش هذا الأسبوع ضد المتمردين.