توقعت أوساط الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أن يحمل الى قمة مجلس التعاون الخليجي في الدوحة، رسالة تطمينات تشمل أزمة الملف النووي. جاء ذلك في وقت أنهى وزراء خارجية دول مجلس التعاون ليل أمس وضع اللمسات الأخيرة على مشروع البيان الختامي للقمة الخليجية الثامنة والعشرين التي تبدأ أعمالها اليوم في ظل تحديات إقليمية ودولية تضع ملفات التعاون الأمني والعسكري ومكافحة الارهاب في صدارة أولوياتها، إلى جانب ملفي التكامل والتعاون الاقتصادي. وكان وزراء المال عقدوا اجتماعاً في الدوحة تمهيداً للقمة. كما عقدوا اجتماعاً مشتركاً مع وزراء الخارجية بحثوا خلاله، وفقاً لمصادر تحدثت الى"الحياة"، في قضايا اقتصادية بينها مسائل تتعلق بمسارات تطبيق اتفاق الاتحاد الجمركي الذي أُقر قبل سنوات. وفي مؤشر الى حسن الترحيب والنيات الخليجية تجاه إيران التي يحضر رئيسها محمود أحمدي نجاد القمة، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية للصحافيين أمس إن"مشاركة نجاد في القمة ليست مستغربة، إذ شارك سابقاً رؤساء دول وحكومات ومسؤولون كبار في قمم مجلس التعاون". ويعكس كلام العطية"رغبة"خليجة في تعميق التواصل مع إيران لطي الملفات الخلافية وبينها ملف احتلال الجزر الاماراتية الثلاث أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، وتداعيات الملف النووي الايراني، إضافة الى تصريحات مسؤولين ايرانيين عن ضرب مواقع في دول خليجية في حال شنت أميركا حرباً على طهران. وتعكس دعوة نجاد الى القمة الخليجية، تمسك دول مجلس التعاون الخليجي بضرورة الاستقرار والأمن في المنطقة، وخصوصاً أنها عقدت عشية القمة في السعودية اجتماعاً ضم وزراء الخارجية والدفاع وأجهزة الأمن والاستخبارات، يؤشر الى أولوية الملف الامني - العسكري في قمة الدوحة. ويتضمن جدول أعمال القمة الخليجية قضايا فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال ونتائج مؤتمر أنابوليس، في حين ستعرض ورقة كويتية"ثلاثية الأبعاد"عن التحديات الاقليمية والدولية، أي أنها تتناول جوانب اقتصادية وسياسية وأمنية. وتشمل الورقة أيضاً قضايا تتعلق بالمواطنة مثل البطاقة الشخصية والتنقل، ومكافحة الإرهاب وأمن المنطقة، وقضايا سياسية محل اهتمام دول المجلس. وفي طهران، وصف الناطق باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني مشاركة نجاد في القمة بأنها"حدث مهم ومؤثر جداً لأن مثل هذه الاجتماعات تسهم في تعميق الفهم المشترك والتفاهم، وتساعد في حل الاختلافات الثانوية بين الدول". وقال إنها"تعبّر عن التوجه الايراني نحو التعاون الخليجي ورؤية طهران المبنية على المودة والصداقة وتعزيز التعاون الاقليمي". وأضاف أنها المرة الأولى التي توجه فيها دعوة إلى رئيس إيراني لحضور قمة دول مجلس التعاون الذي يضم السعودية وسلطنة عمانوالامارات والكويت والبحرين وقطر، وهي دول تشارك الغرب مخاوفه من الطموح النووي لطهران. وتدعو ايران باستمرار إلى إبرام معاهدة للتعاون الامني مع دول الخليج باعتبارها الحل الامثل لتأمين المنطقة وتخليصها من القوات الاميركية. ويدور نزاع حدودي منذ فترة طويلة بين الاماراتوايران حول السيادة على ثلاث جزر في الخليج. وتتهم الولاياتالمتحدةطهران بالسعي الى صنع أسلحة نووية، وتؤكد أنها ملتزمة الديبلوماسية في حل هذه الازمة، لكنها لا تستبعد العمل العسكري. وكشفت مصادر مطلعة ل"الحياة"أن التمهيد لدعوة نجاد الى القمة كان خلال زيارة كبير مستشاريه مجتبى هاشمي الذي رافقه الى قمة الدول المصدرة للبترول اوبك في الرياض، ولم يرافقه في طريق العودة، وبدأ اتصالات موسعة مع القادة الخليجيين لترتيب هذه المشاركة.