يضع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اليوم، في العاصمة القطرية الدوحة، ملفاتٍ عدة تصّب في مجملها على محاولات إيجاد حلول للتجاوزات الإيرانية، تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تحتل جزرها الثلاث «طنب الكُبرى – طنب الصغرى – – أبو موسى». وقال وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد آل خليفة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن الجُزر الثلاث جزر إماراتية «عربية مُحتلة»، ولا حل إلا بعودتها إماراتيةً عربيةً حرّة، «ولو كره المجرمون». وأضاف آل خليفة الذي ينشط وجوده في «تويتر» ويلقى متابعة أكثر من 76 ألفاً، أن «هناك من لا شعورياً، قفز يدافع عن إيران حين جاء ذكر الجُزر المحتلة، راجعوا أنفسكم يا مساكين.» في إشارةٍ إلى المُتضامنين مع نظام طهران، الذي يحاول التدخل بشكلٍ صارخ في الشؤون الخليجية بشكل لا يُمكن إخفاؤه ولا يقبل التشكيك. وقال «في وقتٍ ننصح فيه العالم بعدم ضرب إيران، تأتي إيران وتستفزنا يوماً بعد يوم، إن أكرمت الكريم ملكته، وإن أكرمت اللئيم تمردا». ويرى مراقبون أن الزيارة «النجادية» التي قام بها للجزر الإماراتية الأسبوع المنصرم، رسالةً رغب عبرها الرئيس الإيراني التأكيد لدول الخليج، اهتمام الغرب بقضايا التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني، بشكلٍ أكبر من الاهتمام بالتجاوزات الإيرانية تجاه دول مجلس التعاون. واستدل رئيس مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبد العزيز بن صقر في تصريحاتٍ ل«الشرق» بصمت الغرب جميعاً تجاه زيارة نجاد للجُزر الإماراتية المُحتلة، واعتبر زيارة نجاد بمقتضى رسالة تعطي إشارات واضحة يقتنع بها النظام الإيراني مفادها «أن الغرب بالعموم يهتم بالشأن الإيراني مقابل الشأن الخليجي، بالطبع من منطلق البرنامج النووي الإيراني، وأن الغرب يضع المفاوضات مع طهران أهم من القضايا الخليجية الإيرانية العالقة». ورأى بن صقر أن هدف الرئيس الإيراني أحمدي نجاد توجيه تأكيدات حول قواه، تتمحور حول الإشارة إلى «إن كانت دول مجلس التعاون تستطيع الضغط على سوريا، فطهران تستطيع أن تضغط من جهةٍ أخرى على الغرب، ويأتي الصمت الغربي على زيارة نجاد وتدخلات نظام إيران في منطقة الخليج مُتكرراً وبشكلٍ واضح، ومن هنا يرى نجاد وجهازه الإداري أن الملف النووي الإيراني يأتي في أولوية واهتمام يفوق الاهتمام بالشأن الخليجي». وقال بن صقر «الزيارة استفزازية وتمثل تحديا كبيرا، وتؤكد بتوقيتها أنها زيارةً ليست اعتباطية، وأهدافها ليست عشوائية، وأرى أن دول الخليج ربما تتجه لأوراق أخرى سياسية موحدة للتعامل مع نظام طهران، ربما تكون تلك الأوراق تمثل ردة فعلٍ مناسبةٍ للزيارة الصارخة، وبذات الوقت من المتوقع أن تتجه دول الخليج لاستخدام أوراق اقتصادية، والاتجاه نحو التشديد في دخول الإيرانيين للأراضي الخليجية كنوعٍ غير مباشر من الضغط على النظام الإيراني المُتخبط».