على رغم الأحداث التي مرت فيها الأراضي الفلسطينية في 2007، يسدل الفلسطينيون الستار على عام حافل بالفعاليات الثقافية والفنية. مهرجان مسرح المضطهدين الدولي الذي نظمه مسرح عشتار في رام الله، وفي مدن وقرى ومخيمات في الضفة الغربية. ومهرجان رام الله الدولي للرقص المعاصر، بمشاركة 11 فرقة محلية وعالمية، وتمكنت الجهة المنظمة، من تعميم المهرجان في نسخته الثانية ليصل الى بيروت، وعمان، بالتعاون مع مؤسسات محلية. ونظم مركز الكمنجاتي للموسيقى مهرجان عيد الموسيقى، بينما احتضنت رام الله، حفلة فنية لم تشهد الأراضي الفلسطينية مثلها، منذ عام 2000، أحيتها الجزائرية سعاد ماسي. وفي إطار الحفلات، نظمت شركة"شايب غروب"، في ذكرى عيد الاستقلال، حفلة للفنان الفلسطيني طوني قطان، كانت الأولى التي يرعاها القطاع الخاص الفلسطيني. أما الفنان صابر الرباعي، والذي رفض تهم التطبيع فأحيا حفلتين في استاد أريحا الدولي حضرهما قرابة ال17 ألف مواطن قدموا من أنحاء فلسطين. وفي الصيف نظم مركز الفن الشعبي مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى، علاوة على الفنان السوري سميح شقير، عبر تقنية الربط التلفزيوني الفيديو كونفرس، كما نظمت مؤسسة شاشات مهرجانها الثالث لسينما المرأة. ونظم مسرح و"سينماتك"القصبة في رام الله، في الشهر قبل الأخير من عام 2007، مهرجانه السينمائي الدولي الثاني. وميّزته إطلالته الفريدة على السينما الأفريقية، إضافة إلى مشاركة نخبة من الأفلام الفلسطينية، ومنها فيلم"33 يوم"لمي المصري، التي كرمها المهرجان. وكان المسرح نظم الكثير من الأسابيع والمهرجانات. ونظم رواق مركز المعمار الشعبي الفلسطيني، بينالي رواق الدولي الثاني، بمشاركة معماريين وفنانين وخبراء ترميم وأكاديميين، بهدف الحفاظ على العمارة التقليدية والتاريخية في الأراضي الفلسطينية. أما مؤسسة عبدالمحسن القطان، والتي عكفت طوال العام على دعم الكثير من الأعمال الثقافية والفنية وترتيبها، من بينها مسرحية"ذاكرة النسيان"لفرانسوا أبو سالم عن نص محمود درويش، وسلسلة من الأعمال الموسيقية والمسرحية والتشكيلية، فقدمت في الشهر الأخير من العام، جوائزها في حقول عدة، كان من أهمها الرواية، ففاز بالجائزة أكرم مسلم، عن روايته"سيرة العقرب الذي يتصبب عرقاً"، متجاوزاً بذلك منافسة محمومة، وفق تقرير اللجنة، الذي أشاد بأكثر من سبع روايات، وأسماء عربية معروفة من بينها واسيني الأعرج، ونجوى بركات، وإبراهيم نصر الله، وأحمد رفيق عوض، مؤكداً أن رواية"العقرب"لمسلم مكتملة وتؤسس لمشهد روائي في الساحة الفلسطينية. وبينما يلفظ العام أنفاسه الأخيرة، نظم مركز الكمنجاتي مهرجان موسيقى الباروك، بمشاركة عازفين فلسطينيين وبريطانيين وأميركيين وفرنسيين، وثارت ضجة كبيرة حين قررت سلطات الاحتلال اعتقال الفنان الفلسطيني رمزي أبو رضوان، مؤسس الكمنجاتي ورئيسه لنيته العزف في قطاع غزة، ما حال دون إتمام حفلة كانت مقررة هناك. أما الاحتفالات بعيد الأضحى، وأعياد الميلاد، ورأس السنة الميلادية، فشهدت مشاركة الكثير من نجوم الأغنية الفلسطينية المعروفين على المستوى العربي، ومنهم عمار حسن، الشهير بسوبر ستار فلسطين، والذي كان حقق المرتبة الثانية في المسابقة التي تنظمها فضائية"المستقبل"، وشارك أخيراً في أوبريت الضمير العربي، ومهند صاحب أغنية"مستنيني على غلطة"، وهو انطلق من العاصمة المصرية، القاهرة.